قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا
قالوا أي: بواسطة مترجمهم، أو بالذات على أن يكون فهم [ ص: 245 ] ذي القرنين كلامهم، وإفهام كلامه إياهم من جملة ما آتاه الله تعالى من الأسباب. يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج قد ذكرنا أنهما من أولاد يافث بن نوح عليه السلام، وقيل: يأجوج من الترك ومأجوج من الجيل. واختلف في صفاتهم. فقيل: في غاية صغر الجثة، وقصر القامة لا يزيد قدهم على شبر واحد. وقيل: في نهاية عظم الجسم، وطول القامة تبلغ قدودهم نحو مائة وعشرين ذراعا، وفيهم من عرضه كذلك. وقيل: لهم مخالب، وأضراس كالسباع، وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف. وقيل: عربيان من أج الظليم إذا أسرع، وأصلهما الهمزة كما قرأ عاصم . وقد قرئ: بغير همزة، ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث. مفسدون في الأرض أي: في أرضنا بالقتل، والتخريب، وإتلاف الزروع. قيل: كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون أخضر إلا أكلوه، ولا يابسا إلا احتملوه، وقيل: كانوا يأكلون الناس أيضا. فهل نجعل لك خرجا أي: جعلا من أموالنا. و "الفاء" لتفريع العرض على إفسادهم في الأرض. وقرئ: (خراجا) وكلاهما واحد كالنول والنوال. وقيل: الخراج ما على الأرض، والذمة، والخرج المصدر. وقيل: الخرج ما كان على كل رأس، والخراج ما كان على البلد. وقيل: الخرج ما تبرعت به ، والخراج ما لزمك أداؤه. على أن تجعل بيننا وبينهم سدا وقرئ: بالضم.