فأما الذين شقوا أي: سبقت لهم الشقاوة ففي النار أي: مستقرون فيها لهم فيها زفير وشهيق الزفير إخراج النفس، والشهيق رده، واستعمالهما في أول النهيق وآخره، قال الشماخ يصف حمار الوحش:
بعيد مدى التطريب أول صوته زفير ويتلوه شهيق محشرج
والمراد بهما وصف شدة كربهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة، وانحصر فيه روحه، أو تشبيه صراخهم بأصوات الحمير، وقرئ (شقوا) بالضم، والجملة مستأنفة، كأن سائلا قال: ما شأنهم فيها؟ فقيل لهم فيها كذا وكذا، أو منصوبة المحل على الحالية من النار، أو من الضمير في الجار والمجرور، كقوله عز اسمه: