ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين
ويا قوم استغفروا ربكم أي: اطلبوا مغفرته [ ص: 217 ] لما سلف منكم من الذنوب بالإيمان والطاعة ثم توبوا إليه أي: توسلوا إليه بالتوبة، وأيضا التبرؤ من الغير إنما يكون بعد الإيمان بالله تعالى والرغبة فيما عنده يرسل السماء أي: المطر عليكم مدرارا أي: كثير الدرور ويزدكم قوة مضافة ومنضمة إلى قوتكم أي: يضاعفها لكم، وإنما رغبهم بكثرة المطر؛ لأنهم كانوا أصحاب زروع وعمارات، وقيل: حبس الله تعالى عنهم القطر وأعقم أرحام نسائهم ثلاث سنين، فوعدهم - عليه الصلاة والسلام - كثرة الأمطار، وتضاعف القوة بالتناسل على الإيمان والتوبة ولا تتولوا أي: لا تعرضوا عما دعوتكم إليه مجرمين مصرين على ما كنتم عليه من الإجرام.