يا أيها النبي شروع في بيان كفايته تعالى إياه - صلى الله عليه وسلم - في جميع أموره وأمور المؤمنين، أو في الأمور الواقعة بينهم وبين الكفرة كافة إثر بيان كفايته تعالى إياه - صلى الله عليه وسلم - في مادة خاصة، وتصدير الجملة بحرفي النداء والتنبيه للتنبيه على مزيد الاعتناء بمضمونها، وإيراده - صلى الله عليه وسلم - بعنوان النبوة للإشعار بعليتها للحكم حسبك الله أي: كافيك في جميع أمورك، أو فيما بينك وبين الكفرة من الحراب ومن اتبعك من المؤمنين في محل النصب على أنه مفعول معه، أي: كفاك وكفى أتباعك الله ناصرا كما في [ ص: 34 ] قول من قال:
فحسبك والضحاك عضب مهند
وقيل: في موضع الجر عطفا على الضمير، كما هو رأي الكوفيين، أي: كافيك وكافيهم، أو في محل الرفع عطفا على اسم الله تعالى، أي: كفاك الله والمؤمنين، والآية نزلت في البيداء في غزوة بدر قبل القتال، وقيل: أسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، ثم أسلم - رضي الله عنه – فنزلت، ولذلك قال عمر - رضي الله عنهما -: نزلت في إسلام ابن عباس رضي الله عنه. عمر،