وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون
وما كان صلاتهم عند البيت أي: دعاؤهم، أو ما يسمونه صلاة، أو ما يضعون موضعها إلا مكاء أي: صفيرا، فعال من مكا يمكو إذا صفر، وقرئ بالقصر كالبكى وتصدية أي: تصفيقا تفعلة من الصدى، أو من الصد على إبدال أحد حرفي التضعيف بالياء، وقرئ (صلاتهم) بالنصب على أنه الخبر لـ(كان) ومساق الكلام لتقرير استحقاقهم العذاب، أو عدم ولايتهم للمسجد، فإنها لا تليق بمن هذه صلاته.
روي أنهم كانوا يطوفون عراة، الرجال والنساء مشبكين بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون، وقيل: كانوا يفعلون ذلك إذا أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي، يخلطون عليه، ويرون أنهم يصلون أيضا.
فذوقوا العذاب أي: القتل والأسر يوم بدر، وقيل: عذاب الآخرة، واللام يحتمل أن تكون للعهد، والمعهود ائتنا بعذاب أليم بما كنتم تكفرون اعتقادا وعملا.