قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين
قال أغير الله أبغيكم إلها شروع في بيان شئون الله تعالى الموجبة لتخصيص العبادة به تعالى ، بعد بيان أن ما طلبوا عبادته مما لا يمكن طلبه أصلا لكونه هالكا باطلا ، ولذلك وسط بينهما " قال " مع كون كل منهما كلام موسى عليه الصلاة والسلام .
والاستفهام للإنكار والتعجب والتوبيخ ، وإدخال الهمزة على " غير " للإيذان بأن المنكو هو كون المبغي غيره تعالى ، لما أنه لاختصاص الإنكار بغيره تعالى دون إنكار الاختصاص بغيره تعالى ، وانتصاب " غير " على أنه مفعول أبغي بحذف اللام ; أي : أبغي لكم ; أي : أطلب لكم غير الله تعالى .
و" إلها " إما تمييز ، أو حال ، أو على الحالية من إلها ، وهو المفعول لأبغي ، على أن الأصل : أبغي لكم إلها غير الله ، فغير الله صفة لإلها ، فلما قدمت صفة النكرة انتصبت حالا .
وهو فضلكم على العالمين ; أي : والحال أنه تعالى خصكم بنعم لم يعطها غيركم ، وفيه تنبيه على ما صنعوا من سوء المعاملة ، حيث قابلوا تخصيص الله تعالى إياهم من بين أمثالهم بما لم يستحقوه ، تفضلا بأن عمدوا إلى أخس شيء من مخلوقاته ، فجعلوه شريكا له تعالى ، تبا لهم ولما يعبدون .