[ ص: 612 ] قوله - عز وجل -:
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين
المعنى: "وإن كنتم يا قوم قد اختلفتم علي؛ وشعبتم بكفركم أمري؛ فآمنت طائفة؛ وكفرت طائفة؛ فاصبروا أيها الكفرة حتى يأتي حكم الله تعالى بيني وبينكم".
وفي قوله تعالى "فاصبروا"؛ قوة التهديد والوعيد؛ هذا ظاهر الكلام؛ وأن المخاطبة بجميع الآية للكفار.
وحكى عن منذر بن سعيد - رضي الله عنهما - أن الخطاب بقوله: "فاصبروا"؛ للمؤمنين؛ على معنى الوعد لهم؛ وقاله ابن عباس ؛ قال مقاتل بن حيان : وقال النقاش : المعنى: "فاصبروا يا معشر الكفار". مقاتل بن سليمان
قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا قول الجماعة.