قوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30550_32419_32421_32424_34091_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون nindex.php?page=treesubj&link=27521_28657_29706_30437_30523_30558_31989_31998_32429_34189_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار
المعنى في هذه الآية: وظن هؤلاء الكفرة والعصاة من بني إسرائيل ألا يكون من الله ابتلاء لهم؛ وأخذ في الدنيا؛ وتمحيص؛ فلجوا في شهواتهم؛ وعموا فيها؛ إذ لم يتبصروا الحق؛ شبهوا بالعمي؛ وصموا إذ لم يسمعوه؛ شبهوا بالصم؛ ونحو هذا قول النبي - صلى اللـه عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676388 "حبك الشيء يعمي ويصم".
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71ثم تاب الله عليهم ؛ قالت جماعة من المفسرين: هذه التوبة هي ردهم إلى
بيت المقدس بعد الإخراج الأول؛ ورد ملكهم؛ وحالهم؛ ثم عموا؛ وصموا بعد ذلك؛ حتى أخرجوا الإخراج الثاني؛ ولم يجبروا أبدا؛ وقالت جماعة: ثم تاب الله عليهم ببعث
عيسى - عليه السلام - إليهم؛ وقالت جماعة: توبته تعالى عليهم بعث
محمد - عليه الصلاة والسلام -؛ وخص بهذا المعنى كثيرا منهم لأن منهم قليلا آمن؛ ثم توعدهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71والله بصير بما يعملون .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ؛
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : "ألا تكون"؛ بنصب النون؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "أن لا تكون"؛ برفع النون؛ ولم يختلفوا في رفع
[ ص: 222 ] "فتنة" لأن "كان"؛ هنا هي التامة؛ فوجه قراءة النصب أن تكون "أن" هي الخفيفة الناصبة؛ ووجه قراءة الرفع أن تكون المخففة من الثقيلة؛ وحسن دخولها؛ لأن "لا" قد وطأت أن يليها الفعل؛ وقامت مقام الضمير المحذوف؛ عوضا منه؛ ولا بد في مثل هذا من عوض؛ مثل قولك: "علمت أن قد يقوم زيد"؛ وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن سيكون منكم مرضى ؛ وقولك: "علمت أن سوف يقوم زيد"؛ و"أن لا تكون فتنة".
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ؛ حسن فيه ألا يكون عوض؛ لأن "ليس"؛ ليس بفعل حقيقي؛ والأفعال ثلاثة ضروب: ضرب يجرى مجرى "تيقنت"؛ نحو "علمت"؛ و"دريت"؛ فهذا الضرب تليه "أن"؛ الثقيلة؛ التي تناسبه في الثبوت؛ وحصول الوقوع؛ وضرب في الضد من ذلك؛ نحو "طمعت"؛ و"رجوت"؛ و"خفت"؛ هو مصرح بأن لم يقع؛ فهذا الضرب تليه "أن"؛ الخفيفة؛ إذ هي تناسبه؛ كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82والذي أطمع أن يغفر لي ؛ وتخافون أن يتخطفكم الناس ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فإن خفتم ألا يقيما حدود الله ؛ و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=80فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ؛ و
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أأشفقتم أن تقدموا ؛ ونحو هذا؛ وضرب ثالث ينجذب إلى الأول مرة؛ وإلى الثاني أحيانا؛ نحو "ظننت"؛ و"حسبت"؛ و"زعمت"؛ فيجرى مجرى "أرجو"؛ و"أطمع"؛ من حيث الظن؛ والزعم؛ والمحسبة أمور غير ثابتة؛ ولا مستقرة؛ وقد تنزل منزلة العلم؛ من حيث تستعمل استعماله؛ كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46الذين [ ص: 223 ] يظنون أنهم ملاقو ربهم ؛ وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إني ظننت أني ملاق حسابيه .
وقرأ جمهور الناس: "عموا وصموا"؛ بفتح العين؛ والصاد؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي : "عموا وصموا"؛ بضم العين؛ والميم مخففة؛ وبضم الصاد؛ وهذا هو على أن تجرى مجرى: "زكم الرجل"؛ و"أزكمه الله"؛ و"حم الرجل"؛ و"أحمه الله"؛ ولا يقال: "زكمه الله"؛ ولا "حمه الله"؛ فكذلك يجيء هذا: "عمي الرجل"؛ و"أعماه غيره"؛ و"صم"؛ و"أصمه غيره"؛ ولا يقال: "عميته"؛ ولا "صممته".
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71ثم تاب الله عليهم ؛ أي: رجع بهم إلى الطاعة؛ والحق؛ ومن فصاحة اللفظ استناد هذا الفعل الشريف إلى الله تعالى؛ واستناد العمى والصمم اللذين هما عبارة عن الضلال إليهم.
وقوله تعالى: "كثير"؛ يرتفع من إحدى ثلاث جهات؛ إما على البدل من الواو في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71 "عموا وصموا"؛ وإما على جمع الفعل؛ وإن تقدم؛ على لغة من قال: "أكلوني البراغيث"؛ وإما على أن يكون "كثير" خبر ابتداء مضمر.
ثم أخبر تعالى إخبارا مؤكدا بلام القسم عن كفر القائلين:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72إن الله هو المسيح ابن مريم ؛ وهذا قول اليعقوبية من النصارى؛ ثم أخبر تعالى عن قول
المسيح لهم
[ ص: 224 ] وتبليغه كيف كان؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وقال المسيح يا بني إسرائيل ؛ وهذه المعاني قول
المسيح بألفاظ لغته؛ وهي بعينها موجودة في تبليغ
محمد - صلى اللـه عليه وسلم - في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ؛ إلى غير ذلك من الآيات؛ وأخبرهم
عيسى - عليه السلام - أن الله تعالى هو ربه وربهم؛ فضلوا هم؛ وكفروا بسبب ما رأوا على يديه من الآيات.
والمأوى هو المحل الذي يسكنه المرء؛ ويرجع إليه؛ وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وما للظالمين من أنصار ؛ يحتمل أن يكون من قول
عيسى - عليه السلام - لبني إسرائيل؛ ويحتمل أن يكون إخبارا مستأنفا
لمحمد - صلى اللـه عليه وسلم -؛ وقد تقدم القول في تفسير لفظة
"المسيح"؛ في سورة "آل عمران ".
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30550_32419_32421_32424_34091_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=27521_28657_29706_30437_30523_30558_31989_31998_32429_34189_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مَنْ أَنْصَارٍ
اَلْمَعْنَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ: وَظَنَّ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةُ وَالْعُصَاةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا يَكُونَ مِنَ اللَّهِ ابْتِلَاءٌ لَهُمْ؛ وَأَخْذٌ فِي الدُّنْيَا؛ وَتَمْحِيصٌ؛ فَلَجُّوا فِي شَهَوَاتِهِمْ؛ وَعَمُوا فِيهَا؛ إِذْ لَمْ يَتَبَصَّرُوا الْحَقَّ؛ شُبِّهُوا بِالْعُمْيِ؛ وَصَمُّوا إِذْ لَمْ يَسْمَعُوهُ؛ شُبِّهُوا بِالصُّمِّ؛ وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676388 "حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ؛ قَالَتْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: هَذِهِ التَّوْبَةُ هِيَ رَدُّهُمْ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ الْإِخْرَاجِ الْأَوَّلِ؛ وَرَدُّ مُلْكِهِمْ؛ وَحَالِهِمْ؛ ثُمَّ عَمُوا؛ وَصَمُّوا بَعْدَ ذَلِكَ؛ حَتَّى أُخْرِجُوا الْإِخْرَاجَ الثَّانِي؛ وَلَمْ يُجْبَرُوا أَبَدًا؛ وَقَالَتْ جَمَاعَةٌ: ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِبَعْثِ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَيْهِمْ؛ وَقَالَتْ جَمَاعَةٌ: تَوْبَتُهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بَعْثُ
مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -؛ وَخَصَّ بِهَذَا الْمَعْنَى كَثِيرًا مِنْهُمْ لِأَنَّ مِنْهُمْ قَلِيلًا آمَنَ؛ ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ : "أَلَّا تَكُونَ"؛ بِنَصْبِ النُّونِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "أَنْ لَا تَكُونُ"؛ بِرَفْعِ النُّونِ؛ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي رَفْعِ
[ ص: 222 ] "فِتْنَةٌ" لِأَنَّ "كَانَ"؛ هُنَا هِيَ التَّامَّةُ؛ فَوَجْهُ قِرَاءَةِ النَّصْبِ أَنْ تَكُونَ "أَنْ" هِيَ الْخَفِيفَةُ النَّاصِبَةُ؛ وَوَجْهُ قِرَاءَةِ الرَّفْعِ أَنْ تَكُونَ الْمُخَفَّفَةَ مِنَ الثَّقِيلَةِ؛ وَحَسُنَ دُخُولُهَا؛ لِأَنَّ "لَا" قَدْ وَطَّأَتْ أَنْ يَلِيَهَا الْفِعْلُ؛ وَقَامَتْ مَقَامَ الضَّمِيرِ الْمَحْذُوفِ؛ عِوَضًا مِنْهُ؛ وَلَا بُدَّ فِي مِثْلِ هَذَا مِنْ عِوَضٍ؛ مِثْلَ قَوْلِكَ: "عَلِمْتُ أَنْ قَدْ يَقُومُ زَيْدٌ"؛ وَقَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى ؛ وَقَوْلِكَ: "عَلِمْتُ أَنْ سَوْفَ يَقُومُ زَيْدٌ"؛ وَ"أَنْ لَا تَكُونُ فِتْنَةٌ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى ؛ حَسُنَ فِيهِ أَلَّا يَكُونَ عِوَضٌ؛ لِأَنَّ "لَيْسَ"؛ لَيْسَ بِفِعْلٍ حَقِيقِيٍّ؛ وَالْأَفْعَالُ ثَلَاثَةُ ضُرُوبٍ: ضَرْبٌ يُجْرَى مُجْرَى "تَيَقَّنْتُ"؛ نَحْوَ "عَلِمْتُ"؛ وَ"دَرَيْتُ"؛ فَهَذَا الضَّرْبُ تَلِيهِ "أَنَّ"؛ اَلثَّقِيلَةُ؛ الَّتِي تُنَاسِبُهُ فِي الثُّبُوتِ؛ وَحُصُولِ الْوُقُوعِ؛ وَضَرْبٌ فِي الضِّدِّ مِنْ ذَلِكَ؛ نَحْوَ "طَمِعْتُ"؛ وَ"رَجَوْتُ"؛ وَ"خِفْتُ"؛ هُوَ مُصَرَّحٌ بِأَنْ لَمْ يَقَعْ؛ فَهَذَا الضَّرْبُ تَلِيهِ "أَنْ"؛ اَلْخَفِيفَةُ؛ إِذْ هِيَ تُنَاسِبُهُ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي ؛ وَتَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ؛ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=80فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ؛ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا ؛ وَنَحْوِ هَذَا؛ وَضَرْبٌ ثَالِثٌ يَنْجَذِبُ إِلَى الْأَوَّلِ مَرَّةً؛ وَإِلَى الثَّانِي أَحْيَانًا؛ نَحْوَ "ظَنَنْتُ"؛ وَ"حَسِبْتُ"؛ وَ"زَعَمْتُ"؛ فَيُجْرَى مُجْرَى "أَرْجُو"؛ وَ"أَطْمَعُ"؛ مِنْ حَيْثُ الظَّنُّ؛ وَالزَّعْمُ؛ وَالْمَحْسَبَةُ أُمُورٌ غَيْرُ ثَابِتَةٍ؛ وَلَا مُسْتَقِرَّةٍ؛ وَقَدْ تُنْزَلُ مَنْزِلَةَ الْعِلْمِ؛ مِنْ حَيْثُ تُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَهُ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46الَّذِينَ [ ص: 223 ] يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ ؛ وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ .
وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "عَمُوا وَصَمُّوا"؛ بِفَتْحِ الْعَيْنِ؛ وَالصَّادِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12354وَالنَّخَعِيُّ : "عُمُوا وَصُمُّوا"؛ بِضَمِّ الْعَيْنِ؛ وَالْمِيمِ مُخَفَّفَةً؛ وَبِضَمِّ الصَّادِ؛ وَهَذَا هُوَ عَلَى أَنْ تُجْرَى مُجْرَى: "زُكِمَ الرَّجُلُ"؛ وَ"أَزْكَمَهُ اللَّهُ"؛ وَ"حُمَّ الرَّجُلُ"؛ وَ"أَحَمَّهُ اللَّهُ"؛ وَلَا يُقَالُ: "زَكَمَهُ اللَّهُ"؛ وَلَا "حَمَّهُ اللَّهُ"؛ فَكَذَلِكَ يَجِيءُ هَذَا: "عُمِيَ الرَّجُلُ"؛ وَ"أَعْمَاهُ غَيْرُهُ"؛ وَ"صُمَّ"؛ وَ"أَصَمَّهُ غَيْرُهُ"؛ وَلَا يُقَالُ: "عَمَيْتُهُ"؛ وَلَا "صَمَمْتُهُ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ؛ أَيْ: رَجَعَ بِهِمْ إِلَى الطَّاعَةِ؛ وَالْحَقِّ؛ وَمِنْ فَصَاحَةِ اللَّفْظِ اسْتِنَادُ هَذَا الْفِعْلِ الشَّرِيفِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ وَاسْتِنَادُ الْعَمَى وَالصَّمَمِ اللَّذَيْنِ هُمَا عِبَارَةٌ عَنِ الضَّلَالِ إِلَيْهِمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "كَثِيرٌ"؛ يَرْتَفِعُ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثِ جِهَاتٍ؛ إِمَّا عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْوَاوِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=71 "عَمُوا وَصَمُّوا"؛ وَإِمَّا عَلَى جَمْعِ الْفِعْلِ؛ وَإِنْ تَقَدَّمَ؛ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: "أَكَلُونِي الْبَرَاغِيثُ"؛ وَإِمَّا عَلَى أَنْ يَكُونَ "كَثِيرٌ" خَبَرَ ابْتِدَاءٍ مُضْمَرٍ.
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى إِخْبَارًا مُؤَكَّدًا بِلَامِ الْقَسَمِ عَنْ كُفْرِ الْقَائِلِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ؛ وَهَذَا قَوْلُ الْيَعْقُوبِيَّةِ مِنَ النَّصَارَى؛ ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ
الْمَسِيحِ لَهُمْ
[ ص: 224 ] وَتَبْلِيغِهِ كَيْفَ كَانَ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ وَهَذِهِ الْمَعَانِي قَوْلُ
الْمَسِيحِ بِأَلْفَاظِ لُغَتِهِ؛ وَهِيَ بِعَيْنِهَا مَوْجُودَةٌ فِي تَبْلِيغِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ؛ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ؛ وَأَخْبَرَهُمْ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ رَبُّهُ وَرَبُّهُمْ؛ فَضَّلُوا هُمْ؛ وَكَفَرُوا بِسَبَبِ مَا رَأَوْا عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْآيَاتِ.
وَالْمَأْوَى هُوَ الْمَحَلُّ الَّذِي يَسْكُنُهُ الْمَرْءُ؛ وَيَرْجِعُ إِلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ؛ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِبَنِي إِسْرَائِيلَ؛ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِخْبَارًا مُسْتَأْنَفًا
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ لَفْظَةِ
"اَلْمَسِيحِ"؛ فِي سُورَةِ "آلِ عِمْرَانَ ".