[ ص: 123 ] قوله - عز وجل -:
واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
الخطاب بقوله: "واذكروا"؛ إلى آخر الآية هو للمؤمنين بمحمد - صلى اللـه عليه وسلم -؛ و"نعمة الله"؛ اسم جنس يجمع الإسلام؛ وجمع الكلمة؛ وعزة الحياة؛ وغنى المال؛ وحسن المآل؛ هذه كلها نعم هذه الملة؛ والميثاق المذكور هو ما وقع للنبي - صلى اللـه عليه وسلم - في بيعة العقبة؛ وبيعة الرضوان؛ وكل موطن قال الناس فيه: "سمعنا؛ وأطعنا"؛ هذا قول ؛ ابن عباس ؛ وجماعة من المفسرين؛ وقال والسدي : الميثاق المذكور هو المأخوذ على النسم حين استخرجوا من ظهر مجاهد آدم؛ والقول الأول أرجح وأليق بنمط الكلام.
ثم أمر تعالى المؤمنين بالقيام دأبا متكررا بالقسط؛ وهو العدل؛ وقد تقدم نظير هذا في سورة النساء؛ وتقدم في صدر هذه السورة نظير قوله: ولا يجرمنكم شنآن قوم ؛ وباقي الآية بين متكرر؛ والله المعين.