قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28752_30539_30553_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=19059_30532_30539_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=88خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون nindex.php?page=treesubj&link=28723_30520_30538_32482_32491_9965_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=hadith&LINKID=670261قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: نزلت هذه الآيات من قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كيف يهدي الله نزلت في الحارث بن [ ص: 277 ] سويد الأنصاري، كان مسلما ثم ارتد ولحق بالشرك، ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة؟ قال: فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كيف يهدي الله ... الآيات، إلى قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إلا الذين تابوا ، فأرسل إليه قومه فأسلم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: حمل الآيات إليه رجل من قومه فقرأها عليه، فقال له
الحارث: إنك والله لما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله لأصدق الثلاثة قال فرجع
الحارث فأسلم وحسن إسلامه. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: نسخ الله تعالى، بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إلا الذين تابوا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله . وفي هذه العبارة تجوز كثير، وليس هذا بموضع نسخ.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: نزلت هذه الآية في
أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا
بقريش ثم كتبوا إلى أهليهم: هل لنا من توبة؟ فنزلت هذه الآيات. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بن أبي الحسن: إن هذه الآيات نزلت في اليهود والنصارى، شهدوا بنعت الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، فلما جاء من
العرب حسدوه، وكفروا به ورجح
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري هذا القول، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش: نزلت هذه الآيات في
طعيمة بن أبيرق. وكل من ذكر فألفاظ الآية تعمه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كيف يهدي الله سؤال عن حال، لكنه سؤال توقيف على جهة
[ ص: 278 ] الاستبعاد للأمر، كما قال عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693455 "كيف تفلح أمة أدمت وجه نبيها؟" فالمعنى: أنهم لشدة هذه الجرائم يبعد أن يهديهم الله تعالى.
وقوله تعالى: "وشهدوا" عطف على "كفروا" بحكم اللفظ، والمعنى مفهوم أن الشهادة قبل الكفر، والواو لا ترتب. وقال قوم: معنى قوله: "بعد إيمانهم" بعد أن آمنوا، فقوله: "وشهدوا" عطف على هذا التقدير.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86والله لا يهدي القوم الظالمين عموم معناه الخصوص فيمن حتم كفره وموافاته عليه، ويحتمل أن يريد الإخبار عن أن الظالم في ظلمه ليس على هدى من الله، فتجيء الآية عامة تامة العموم. واللعنة: الإبعاد وعدم الرحمة والعطف، وذلك مع قرينة الكفر زعيم بتخليدهم في النار، ولعنة الملائكة: قول. "والناس": بنو
آدم، ويظهر من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبي علي الفارسي في بعض تعاليقه، أن الجن يدخلون في لفظة الناس، وأنشد على ذلك:
فقلت إلى الطعام فقال منهم ... أناس نحسد الإنس الطعاما
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي يظهر أن لفظة "الناس" إذا جاءت مطلقة فإنما هي في كلام
العرب بنو
آدم لا غير، فإذا جاءت مقيدة بالجن، فذلك على طريقة الاستعارة، إذ هي جماعة كجماعة، وكذلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6برجال من الجن وكذلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1نفر من الجن ، ولفظة النفر أقرب إلى الاشتراك من رجال وناس، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6من الجنة والناس قاض بتباين الصنفين.
[ ص: 279 ] وقوله تعالى: "والناس أجمعين" إما يكون لمعنى الخصوص في المؤمنين سماهم الناس إذ هم المعول عليه، وإما أن يريد أنهم في الآخرة يلعنهم المؤمنون ويلعن بعضهم بعضا، فيجيء من هذا في كل شخص منهم أن لعنه جميع الناس، وإما أن يريد أن هذه اللعنة تقع في الدنيا من جميع الناس على من هذه صفته. وكل من هذه صفته -وقد أغواه الشيطان- يلعن صاحب الصفات ولا يشعر من نفسه أنه متصف بها، فيجيء من هذا أنهم يلعنهم جميع الناس في الدنيا حتى أنهم ليلعنون أنفسهم، لكن على غير تعيين.
والضمير في قوله: "خالدين فيها" قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: يعود على عقوبة الله التي يتضمنها معنى اللعنة. وقال قوم من المفسرين: الضمير عائد على اللعنة. وقرائن الآية تقتضي أن هذه اللعنة مخلدة لهم في جهنم، فالضمير عائد على النار، وإن كان لم يجر لها ذكر، لأن المعنى يفهمها في هذا الموضع، كما يفهم قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كل من عليها فان أنها الأرض. وقد قال بعض الخراسانيين في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=45إنما أنت منذر من يخشاها : إن الضمير عائد على النار.
و"ينظرون" في هذه الآية، بمعنى يؤخرون، ولا راحة إلا في التخفيف أو التأخير فهما مرتفعان عنهم، ولا يجوز أن يكون "ينظرون" هنا من نظر العين إلا على توجيه غير فصيح لا يليق بكتاب الله تعالى.
وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إلا الذين تابوا استثناء متصل يبين ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89من بعد ذلك والتوبة: الرجوع، والإصلاح عام في القول والعمل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89فإن الله غفور رحيم وعد; وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن: "والناس أجمعون".
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28752_30539_30553_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19059_30532_30539_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=88خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30520_30538_32482_32491_9965_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=hadith&LINKID=670261قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ مِنْ قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ نَزَلَتْ فِي الْحَارِثِ بْنِ [ ص: 277 ] سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، كَانَ مُسْلِمًا ثُمَّ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِالشِّرْكِ، ثُمَّ نَدِمَ فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ أَنْ يَسْأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ ... الْآيَاتُ، إِلَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إِلا الَّذِينَ تَابُوا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ قَوْمُهُ فَأَسْلَمَ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: حَمَلَ الْآيَاتِ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ
الْحَارِثُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ لَمَا عَلِمْتُ لَصَدُوقٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَصْدَقُ مِنْكَ، وَإِنَّ اللَّهَ لَأَصْدَقُ الثَّلَاثَةِ قَالَ فَرَجَعَ
الْحَارِثُ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: نَسَخَ اللَّهُ تَعَالَى، بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إِلا الَّذِينَ تَابُوا قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ . وَفِي هَذِهِ الْعِبَارَةِ تَجَوُّزٌ كَثِيرٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِمَوْضِعِ نَسْخٍ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ وَوَحْوَحِ بْنِ الْأَسْلَتِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا رَجَعُوا عَنِ الْإِسْلَامِ وَلَحِقُوا
بِقُرَيْشٍ ثُمَّ كَتَبُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ: هَلْ لَنَا مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، شَهِدُوا بِنَعْتِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنُوا بِهِ، فَلَمَّا جَاءَ مِنَ
الْعَرَبِ حَسَدُوهُ، وَكَفَرُوا بِهِ وَرَجَّحَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ هَذَا الْقَوْلَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي
طُعَيْمَةِ بْنِ أُبَيْرِقَ. وَكُلُّ مَنْ ذُكِرَ فَأَلْفَاظُ الْآيَةِ تَعُمُّهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ سُؤَالٌ عَنْ حَالٍ، لَكِنَّهُ سُؤَالُ تَوْقِيفٍ عَلَى جِهَةِ
[ ص: 278 ] الِاسْتِبْعَادِ لِلْأَمْرِ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693455 "كَيْفَ تُفْلِحُ أُمَّةٌ أَدْمَتْ وَجْهَ نَبِيِّهَا؟" فَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ لِشِدَّةِ هَذِهِ الْجَرَائِمِ يَبْعُدُ أَنْ يَهْدِيَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "وَشَهِدُوا" عَطْفٌ عَلَى "كَفَرُوا" بِحُكْمِ اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى مَفْهُومٌ أَنَّ الشَّهَادَةَ قَبْلَ الْكُفْرِ، وَالْوَاوُ لَا تُرَتِّبُ. وَقَالَ قَوْمٌ: مَعْنَى قَوْلِهِ: "بَعْدَ إِيمَانِهِمْ" بَعْدَ أَنْ آمَنُوا، فَقَوْلُهُ: "وَشَهِدُوا" عَطْفٌ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=86وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ عُمُومٌ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ فِيمَنْ حَتَمَ كُفْرَهُ وَمُوَافَاتَهُ عَلَيْهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ الْإِخْبَارَ عَنْ أَنَّ الظَّالِمَ فِي ظُلْمِهِ لَيْسَ عَلَى هُدَىً مِنَ اللَّهِ، فَتَجِيءُ الْآيَةُ عَامَّةً تَامَّةَ الْعُمُومِ. وَاللَّعْنَةُ: الْإِبْعَادُ وَعَدَمُ الرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ، وَذَلِكَ مَعَ قَرِينَةِ الْكُفْرِ زَعِيمٌ بِتَخْلِيدِهِمْ فِي النَّارِ، وَلَعْنَةُ الْمَلَائِكَةِ: قَوْلٌ. "وَالنَّاسِ": بَنُو
آدَمَ، وَيَظْهَرُ مِنْ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ فِي بَعْضِ تَعَالِيقِهِ، أَنَّ الْجِنَّ يَدْخُلُونَ فِي لَفْظَةِ النَّاسِ، وَأَنْشَدَ عَلَى ذَلِكَ:
فَقُلْتُ إِلَى الطَّعَامِ فَقَالَ مِنْهُمْ ... أُنَاسٌ نَحْسُدُ الْإِنْسَ الطَّعَامَا
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ لَفْظَةَ "النَّاسِ" إِذَا جَاءَتْ مُطْلَقَةً فَإِنَّمَا هِيَ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ بَنُو
آدَمَ لَا غَيْرَ، فَإِذَا جَاءَتْ مُقَيَّدَةً بِالْجِنِّ، فَذَلِكَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِعَارَةِ، إِذْ هِيَ جَمَاعَةٌ كَجَمَاعَةٍ، وَكَذَلِكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ وَكَذَلِكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ، وَلَفْظَةُ النَّفَرِ أَقْرَبُ إِلَى الِاشْتِرَاكِ مِنْ رِجَالٍ وَنَاسٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ قَاضٍ بِتَبَايُنِ الصِّنْفَيْنِ.
[ ص: 279 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" إِمَّا يَكُونُ لِمَعْنَى الْخُصُوصِ فِي الْمُؤْمِنِينَ سَمَّاهُمُ النَّاسَ إِذْ هُمُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ، وَإِمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ يَلْعَنُهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَيَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَجِيءُ مِنْ هَذَا فِي كُلِّ شَخْصٍ مِنْهُمْ أَنْ لَعَنَهُ جَمِيعُ النَّاسِ، وَإِمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّ هَذِهِ اللَّعْنَةَ تَقَعُ فِي الدُّنْيَا مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ عَلَى مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ. وَكُلُّ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ -وَقَدْ أَغْوَاهُ الشَّيْطَانُ- يَلْعَنُ صَاحِبَ الصِّفَاتِ وَلَا يَشْعُرُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِهَا، فَيَجِيءُ مِنْ هَذَا أَنَّهُمْ يَلْعَنُهُمْ جَمِيعُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى أَنَّهُمْ لَيَلْعَنُونَ أَنْفُسَهُمْ، لَكِنْ عَلَى غَيْرِ تَعْيِينٍ.
وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: "خَالِدِينَ فِيهَا" قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ: يَعُودُ عَلَى عُقُوبَةِ اللَّهِ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا مَعْنَى اللَّعْنَةِ. وَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى اللَّعْنَةِ. وَقَرَائِنُ الْآيَةِ تَقْتَضِي أَنَّ هَذِهِ اللَّعْنَةَ مُخَلِّدَةٌ لَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، فَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى النَّارِ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْرٌ، لِأَنَّ الْمَعْنَى يُفْهِمُهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، كَمَا يُفْهِمُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ أَنَّهَا الْأَرْضُ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْخُرَاسَانِيِّينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=45إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا : إِنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ عَلَى النَّارِ.
وَ"يُنْظَرُونَ" فِي هَذِهِ الْآيَةِ، بِمَعْنَى يُؤَخَّرُونَ، وَلَا رَاحَةَ إِلَّا فِي التَّخْفِيفِ أَوِ التَّأْخِيرِ فَهُمَا مُرْتَفِعَانِ عَنْهُمْ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "يُنْظَرُونَ" هُنَا مِنْ نَظَرِ الْعَيْنِ إِلَّا عَلَى تَوْجِيهٍ غَيْرِ فَصِيحٍ لَا يَلِيقُ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89إِلا الَّذِينَ تَابُوا اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ يُبَيِّنُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَالتَّوْبَةُ: الرُّجُوعُ، وَالْإِصْلَاحُ عَامٌّ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=89فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَعْدٌ; وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: "وَالنَّاسِ أَجْمَعُونَ".