قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30726_32423_34190_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون nindex.php?page=treesubj&link=27962_32423_32424_32428_32431_34330_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=70يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون nindex.php?page=treesubj&link=27962_31931_32428_32431_34330_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون
أخبر الله تعالى عن طائفة أنها تود وتشتهي أن تضل المسلمين، أي تتلفهم عن دينهم وتجعلهم في ضلال، ثم فسر الطائفة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69من أهل الكتاب فتحتمل "من" أن تكون للتبعيض، وتكون الطائفة الرؤساء والأحبار الذين يسكن الناس إلى قولهم، ويحتمل أن تكون لبيان الجنس، وتكون الطائفة جميع أهل الكتاب.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: "يضلونكم" معناه: يهلكونكم، واستشهد ببيت
جرير. كنت القذى في موج أخضر مزبد ... قذف الأتي به فضل ضلالا
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة: فآب مصلوه بعين جلية...
البيت .
[ ص: 251 ] وهذا تفسير غير خاص باللفظة، وإنما اطرد له هذا الضلال في الآية وفي البيتين اقترن به هلاك، وأما أن تفسر لفظة الضلال بالهلاك فغير قويم.
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69وما يضلون إلا أنفسهم إعلام بأن سوء فعلهم عائد عليهم، وأنهم ببعدهم عن الإسلام هم الضالون، ثم أعلم أنهم لا يشعرون لذلك أى لا يتفطنون، مأخوذ من الشعار المأخوذ من الشعر، وقيل: المعنى: ولا يشعرون أنهم لا يصلون إلى إضلالكم.
ثم وقفهم تعالى موبخا لهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، والمعنى: قل لهم يا
محمد: لأي سبب تكفرون بآيات الله التي هي آية القرآن; وأنتم تشهدون أن أمره وصفة
محمد الذي هو الآتي به في كتابكم؟ قال هذا المعنى
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي. وتحتمل الآية أن يريد بالآيات ما ظهر على يدي
محمد عليه السلام من تعجيز
العرب والإعلام بالغيوب وتكلم الجماعات وغير ذلك; و"تشهدون" - على هذا - يكون بمعنى تحضرون وتعاينون. والتأويل الأول أقوى لأنه روي أن أهل الكتاب كانوا قبل ظهور
محمد صلى الله عليه وسلم يخبرون بصفة النبي الخارج وحاله، فلما ظهر كفروا به حسدا، فإخبارهم المتقدم لظهوره هو الشهادة التي وقفوا عليها. قال
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي: وقيل: إن هذه الآيات عني بها
قريظة والنضير وبنو قينقاع ونصارى
نجران.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71لم تلبسون الحق معناه: تخلطون، تقول: لبست الأمر -بفتح الباء- بمعنى خلطته، ومنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9وللبسنا عليهم ما يلبسون وتقول: لبست الثوب، بكسر الباء. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: الحق الذي لبسوه هو التوراة المنزلة، والباطل الذي لبسوه به هو ما كتبوه بأيديهم ونسبوه إلى التوراة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: الحق إسلامهم بكرة، والباطل كفرهم عشية; والآية نزلت في قول
عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد والحارث بن عوف:. تعالوا نؤمن بما أنزل على
محمد وجه النهار،
[ ص: 252 ] ونكفر آخره، عسى أن نلبس على المسلمين أمرهم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج: "لم تلبسون الحق بالباطل" لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالإسلام، وقد علمتم أن دين الله الذي لا يقبل غيره الإسلام؟
فكأن المعنى على هذا: لم تبقون على هذه الأديان وتوجدونها فيكون في ذلك لبس على الناس أجمعين؟ وقال بعض المفسرين: الحق الذي لبسوه قولهم:
محمد نبي مرسل، والباطل الذي لبسوه به; قول أحبارهم: لكن ليس إلينا، بل ملة
موسى مؤبدة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71وتكتمون الحق وأنتم تعلمون يريد شأن
محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهم. وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71وأنتم تعلمون توقيف على العناد ظاهر; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج: ولو قيل: "وتكتموا الحق" لجاز على قولك: لم تجمعون ذا وذا؟ على أن "تكتموا" في موضع نصب على الظرف في قول الكوفيين، وبإضمار "أن" في قول أصحابنا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي: الظرف هاهنا يقبح، وكذلك إضمار "أن" لأن "تكتمون" معطوف على موجب مقرر، وليس بمستفهم عنه، وإنما استفهم عن السبب في اللبس، واللبس موجب، فليست الآية بمنزلة قولهم: أتأكل السمك وتشرب اللبن؟ وبمنزلة قولك: أتقوم فأقوم؟ والعطف على الموجب المقرر قبيح متى نصب، إلا في ضرورة شعر كما روي:
. . . . . . . . . . . . . . وألحق بالحجاز فأستريحا
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في قولك: أسرت حتى تدخل المدينة؟ لا يجوز إلا النصب في "تدخل" لأن السير مستفهم عنه غير موجب، وإذا قلت: أيهم سار حتى يدخلها؟ رفعت، لأن السير موجب والاستفهام إنما وقع عن غيره.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30726_32423_34190_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=27962_32423_32424_32428_32431_34330_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=70يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=27962_31931_32428_32431_34330_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ طَائِفَةٍ أَنَّهَا تَوَدُّ وَتَشْتَهِي أَنْ تُضِلَّ الْمُسْلِمِينَ، أَيْ تُتْلِفَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَتَجْعَلَهُمْ فِي ضَلَالٍ، ثُمَّ فَسَّرَ الطَّائِفَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَتَحْتَمِلُ "مِنْ" أَنْ تَكُونَ لِلتَّبْعِيضِ، وَتَكُونَ الطَّائِفَةُ الرُّؤَسَاءَ وَالْأَحْبَارَ الَّذِينَ يَسْكُنُ النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِبَيَانِ الْجِنْسِ، وَتَكُونَ الطَّائِفَةُ جَمِيعَ أَهْلِ الْكِتَابِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ: "يُضِلُّونَكُمْ" مَعْنَاهُ: يُهْلِكُونَكُمْ، وَاسْتَشْهَدَ بِبَيْتِ
جَرِيرٍ. كُنْتَ الْقَذَى فِي مَوْجِ أَخْضَرَ مُزْبِدٍ ... قَذَفَ الْأَتِيُّ بِهِ فَضَلَّ ضَلَالَا
وَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=8572النَّابِغَةِ: فَآبَ مُصَلُّوهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ...
الْبَيْتِ .
[ ص: 251 ] وَهَذَا تَفْسِيرٌ غَيْرُ خَاصٍّ بِاللَّفْظَةِ، وَإِنَّمَا اطَّرَدَ لَهُ هَذَا الضَّلَالُ فِي الْآيَةِ وَفِي الْبَيْتَيْنِ اقْتَرَنَ بِهِ هَلَاكٌ، وَأَمَّا أَنْ تُفَسَّرَ لَفْظَةُ الضَّلَالِ بِالْهَلَاكِ فَغَيْرُ قَوِيمٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=69وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ إِعْلَامٌ بِأَنَّ سُوءَ فِعْلِهِمْ عَائِدٌ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهُمْ بِبُعْدِهِمْ عَنِ الْإِسْلَامِ هُمُ الضَّالُّونَ، ثُمَّ أَعْلَمَ أَنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ لِذَلِكَ أَىْ لَا يَتَفَطَّنُونَ، مَأْخُوذٌ مِنَ الشِّعَارِ الْمَأْخُوذِ مِنَ الشَّعْرِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ لَا يَصِلُونَ إِلَى إِضْلَالِكُمْ.
ثُمَّ وَقَّفَهُمْ تَعَالَى مُوَبِّخًا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ: لِأَيِّ سَبَبٍ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ آيَةُ الْقُرْآنِ; وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ أَمْرَهُ وَصِفَةَ
مُحَمَّدٍ الَّذِي هُوَ الْآتِي بِهِ فِي كِتَابِكُمْ؟ قَالَ هَذَا الْمَعْنَى
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ. وَتَحْتَمِلُ الْآيَةُ أَنْ يُرِيدَ بِالْآيَاتِ مَا ظَهَرَ عَلَى يَدَيْ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَعْجِيزِ
الْعَرَبِ وَالْإِعْلَامِ بِالْغُيُوبِ وَتَكَلُّمِ الْجَمَاعَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ; وَ"تَشْهَدُونَ" - عَلَى هَذَا - يَكُونُ بِمَعْنَى تَحْضُرُونَ وَتُعَايِنُونَ. وَالتَّأْوِيلُ الْأَوَّلُ أَقْوَى لِأَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ كَانُوا قَبْلَ ظُهُورِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُونَ بِصِفَةِ النَّبِيِّ الْخَارِجِ وَحَالِهِ، فَلَمَّا ظَهَرَ كَفَرُوا بِهِ حَسَدًا، فَإِخْبَارُهُمُ الْمُتَقَدِّمُ لِظُهُورِهِ هُوَ الشَّهَادَةُ الَّتِي وَقَفُوا عَلَيْهَا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17141مَكِّيٌّ: وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ عُنِيَ بِهَا
قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ وَبَنُو قَيْنُقَاعَ وَنَصَارَى
نَجْرَانَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ مَعْنَاهُ: تَخْلِطُونَ، تَقُولُ: لَبَسْتُ الْأَمْرَ -بِفَتْحِ الْبَاءِ- بِمَعْنَى خَلَطْتُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ وَتَقُولُ: لَبِسْتُ الثَّوْبَ، بِكَسْرِ الْبَاءِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: الْحَقُّ الَّذِي لَبَسُوهُ هُوَ التَّوْرَاةُ الْمُنَزَّلَةُ، وَالْبَاطِلُ الَّذِي لَبَسُوهُ بِهِ هُوَ مَا كَتَبُوهُ بِأَيْدِيهِمْ وَنَسَبُوهُ إِلَى التَّوْرَاةِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَقُّ إِسْلَامُهُمْ بُكْرَةً، وَالْبَاطِلُ كُفْرُهُمْ عَشِيَّةً; وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي قَوْلِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّيْفِ وَعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَالْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ:. تَعَالَوْا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَجْهَ النَّهَارِ،
[ ص: 252 ] وَنَكْفُرُ آخِرَهُ، عَسَى أَنْ نَلْبِسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ: "لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ" لِمَ تَخْلِطُونَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ بِالْإِسْلَامِ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ دِينَ اللَّهِ الَّذِي لَا يُقْبَلُ غَيْرُهُ الْإِسْلَامُ؟
فَكَأَنَّ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا: لِمَ تُبْقُونَ عَلَى هَذِهِ الْأَدْيَانِ وَتُوجِدُونَهَا فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ لَبْسٌ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ؟ وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الْحَقُّ الَّذِي لَبَسُوهُ قَوْلُهُمْ:
مُحَمَّدٌ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَالْبَاطِلُ الَّذِي لَبَسُوهُ بِهِ; قَوْلُ أَحْبَارِهِمْ: لَكِنْ لَيْسَ إِلَيْنَا، بَلْ مِلَّةُ
مُوسَى مُؤَبَّدَةٌ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ يُرِيدُ شَأْنَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ. وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=71وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تَوْقِيفٌ عَلَى الْعِنَادِ ظَاهِرٌ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ: وَلَوْ قِيلَ: "وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ" لَجَازَ عَلَى قَوْلِكَ: لِمَ تَجْمَعُونَ ذَا وَذَا؟ عَلَى أَنَّ "تَكْتُمُوا" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الظَّرْفِ فِي قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ، وَبِإِضْمَارِ "أَنْ" فِي قَوْلِ أَصْحَابِنَا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ: الظَّرْفُ هَاهُنَا يَقْبُحُ، وَكَذَلِكَ إِضْمَارُ "أَنْ" لِأَنَّ "تَكْتُمُونَ" مَعْطُوفٌ عَلَى مُوجَبٍ مُقَرَّرٍ، وَلَيْسَ بِمُسْتَفْهَمٍ عَنْهُ، وَإِنَّمَا اسْتَفْهَمَ عَنِ السَّبَبِ فِي اللَّبْسِ، وَاللَّبْسُ مُوجَبٌ، فَلَيْسَتِ الْآيَةُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ: أَتَأْكُلُ السَّمَكَ وَتَشْرَبُ اللَّبَنَ؟ وَبِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: أَتَقُومُ فَأَقُومُ؟ وَالْعَطْفُ عَلَى الْمُوجَبِ الْمُقَرَّرِ قَبِيحٌ مَتَى نُصِبَ، إِلَّا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ كَمَا رُوِيَ:
. . . . . . . . . . . . . . وَأَلْحَقُ بِالْحِجَازِ فَأَسْتَرِيحَا
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِكَ: أَسِرْتَ حَتَّى تَدْخُلَ الْمَدِينَةَ؟ لَا يَجُوزُ إِلَّا النَّصْبُ فِي "تَدْخُلَ" لِأَنَّ السَّيْرَ مُسْتَفْهَمٌ عَنْهُ غَيْرُ مُوجَبٍ، وَإِذَا قُلْتَ: أَيُّهُمْ سَارَ حَتَّى يَدْخُلُهَا؟ رَفَعْتَ، لِأَنَّ السَّيْرَ مُوجَبٌ وَالِاسْتِفْهَامَ إِنَّمَا وَقَعَ عَنْ غَيْرِهِ.