قوله عز وجل:
سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون
لما قال: فأنا أول العابدين نزه الرب تعالى عن هذه المقالة التي قالوها، [ ص: 566 ] و "سبحان" تنزيه، وخص السماوات والأرض والعرش لأنها أعظم المخلوقات، وقوله تعالى: فذرهم يخوضوا مهادنة ما وترك، وهي منسوخة بآية السيف، وقرأ الجمهور: " حتى يلاقوا"، وقرأ ، أبو جعفر وابن محيصن: "حتى يلقوا" . وقال الجمهور: اليوم الذي توعدهم به هو يوم القيامة، وقال وغيره: هو يوم عكرمة بدر.
وقوله تعالى: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله آية حكم بعظمته وإخبار بألوهيته، أي: هو النافذ أمره في كل شيء، وقرأ ، عمر بن الخطاب ، وأبي بن كعب والحكم بن أبي العاص، ، وجابر بن زيد وأبو الشيخ ، وبلال بن أبي بردة ، ، ويحيى بن يعمر وابن السميفع: "وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله"، و "الحكيم": المحكم.
و"تبارك": تفاعل، من البركة، أي: تزيدت بركاته و له ملك السماوات والأرض وما بينهما حصر لجميع الموجودات المحسوسات. و علم الساعة معناه: علم تحديد قيامها والوقف على تعيينه وحصره، وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه، وإلا فنحن عندنا علم الساعة، أنها واقعة ذات أهوال وصفات ما، والمصدر في قوله تعالى: علم الساعة مضاف إلى المفعول، وقرأ أكثر القراء: "وإليه يرجعون" بالياء من تحت. وقرأ ، نافع ، وعاصم "وإليه ترجعون" بالتاء من فوق مضمومة، وقرأ وأبو عمرو الأسود ، : "يحشرون" بالياء من تحت. والأعمش