قوله عز وجل:
أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون
هذا تقرير وتوقيف على أمر تدل صحته على جواز بعث الأجساد من القبور وإعادة الموتى.
وجمع الضمير جمع من يعقل في قوله سبحانه: "مثلهم" من حيث كانتا متضمنتين من يعقل من الملائكة والثقلين. هذا تأويل جماعة من المفسرين، وقال وغيره: الضمير عائد على الناس. الرماني
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهم مثال للبعث، وتكون الآية نظير قوله تعالى: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، وقرأ سلام أبو المنذر، وابن أبي إسحق، ويعقوب، : "ويقدر" على الاستقبال، وقرأ الجمهور: "بقادر" على اسم الفاعل، وقرأ الجمهور: "الخلاق"، وقرأ والأعرج "الخالق". الحسن:
ورفع "فيكون" على معنى: فهو يكون، وهي قراءة الجمهور، وقرأ ، ابن عباس : [فيكون] بالنصب، قال والكسائي : لا ينصب أبو علي إذا لم تتقدم (أن)، ونصب الكسائي وإن لم تتقدم (أن)، والنصب هاهنا قراءة ابن عامر ابن محيصن، وقوله تعالى: [ ص: 269 ] "كن" أمر للشيء المخترع عند تعلق القدرة به لا قبل ذلك ولا بعده، وإنما يؤمر تأكيدا للقدرة وإشارة بها، وهذا أمر دون حروف ولا أصوات، بل من كلامه القائم بالذات. ثم نزه الله تبارك وتعالى نفسه تنزيها عاما مطلقا، وقرأ الجمهور: "ملكوت"، وقرأ الأعمش والتيمي: "ملكة" ومعناه: ضبط كل شيء والقدرة عليه.
كمل تفسير سورة يس والحمد لله رب العالمين