فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
35 - فاصبر كما صبر أولو العزم ؛ أولو الجد؛ والثبات؛ والصبر؛ من الرسل ؛ "من"؛ للتبعيض؛ والمراد بـ أولو العزم ؛ ما ذكر في "الأحزاب": وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ؛ ويونس ليس منهم؛ لقوله: ولا تكن كصاحب الحوت ؛ وكذا آدم؛ لقوله: ولم نجد له عزما ؛ أو للبيان؛ فيكون "أولو العزم"؛ صفة [ ص: 320 ] الرسل كلهم؛ ولا تستعجل لهم ؛ لكفار قريش بالعذاب؛ أي: لا تدع لهم بتعجيله؛ فإنه نازل بهم لا محالة؛ وإن تأخر؛ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ؛ أي: إنهم يستقصرون حينئذ مدة لبثهم في الدنيا؛ حتى يحسبوها ساعة من نهار؛ بلاغ ؛ هذا بلاغ؛ أي: هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة؛ أو هذا تبليغ من الرسول؛ فهل يهلك ؛ هلاك عذاب؛ والمعنى: فلن يهلك بعذاب الله إلا القوم الفاسقون ؛ أي: المشركون؛ الخارجون عن الاتعاظ به؛ والعمل بموجبه.