ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
14 - ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ثم خلقنا النطفة أي : صيرناها بدلالة تعديه إلى مفعولين والخلق يتعدى إلى مفعول واحد علقة قطعة دم والمعنى: أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء فخلقنا العلقة مضغة لحما قدر ما يمضغ فخلقنا المضغة عظاما فصيرناها عظاما فكسونا العظام لحما فأنبتنا عليها اللحم فصار لها كاللباس عظما " العظم" شامي "عظما" "العظام" زيد عن وأبو بكر يعقوب "عظاما" "العظم" عن أبي زيد وضع الواحد موضع الجمع [ ص: 462 ] لعدم اللبس إذ الإنسان ذو عظام كثيرة ثم أنشأناه الضمير يعود إلى الإنسان أو إلى المذكور خلقا آخر أي : خلقا مباينا للخلق الأول حيث جعله حيوانا وكان جمادا وناطقا وسميعا وبصيرا وكان بضد هذه الصفات ولهذا قلنا إذا غصب بيضة فأفرخت عنده يضمن البيضة ولا يرد الفرخ ؛ لأنه خلق آخر سوى البيضة فتبارك الله فتعالى أمره في قدرته وعلمه أحسن بدل أو خبر مبتدإ محذوف وليس بصفة ؛ لأنه نكرة وإن أضيف ؛ لأن المضاف إليه عوض من "من" الخالقين المقدرين أي : أحسن المقدرين تقديرا فترك ذكر المميز لدلالة الخالقين عليه وقيل إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - نطق بذلك قبل إملائه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "هكذا نزلت" فقال عبد الله إن كان محمد نبيا يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي فارتد ولحق بمكة ثم أسلم يوم الفتح وقيل هذه الحكاية غير صحيحة ؛ لأن ارتداده كان بالمدينة وهذه السورة مكية وقيل القائل أو عمر - رضي الله عنهما -
معاذ