لا تقم فيه أبدا للصلاة . لمسجد أسس على التقوى يعني مسجد قباء أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى فيه أيام مقامه بقباء من الاثنين إلى الجمعة لأنه أوفق للقصة ، أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول رضي الله عنه : « أبي سعيد مسجد المدينة » . سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال هو مسجدكم هذا
من أول يوم من أيام وجوده ومن يعم الزمان والمكان كقوله :
لمن الديار بقنة الحجر . . . أقوين من حجج ومن دهر
[ ص: 98 ] أحق أن تقوم فيه أولى بأن تصلي فيه . فيه رجال يحبون أن يتطهروا من المعاصي والخصال المذمومة طلبا لمرضاة الله سبحانه وتعالى ، وقيل من الجنابة فلا ينامون عليها . والله يحب المطهرين يرضى عنهم ويدنيهم من جنابه تعالى إدناء المحب حبيبه .قيل مسجد قباء فإذا الأنصار جلوس فقال عليه الصلاة والسلام : « أمؤمنون أنتم » ؟ فسكتوا . فأعادها فقال : إنهم مؤمنون وأنا معهم ، فقال عليه الصلاة والسلام : « أترضون بالقضاء » ؟ قالوا : نعم . قال عليه الصلاة والسلام : « أتصبرون على البلاء » ؟ قالوا : نعم ، قال : « أتشكرون في الرخاء » ؟ قالوا : نعم . فقال صلى الله عليه وسلم : « أنتم مؤمنون ورب عمر الكعبة » . فجلس ثم قال : « يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أثنى عليكم فما الذي تصنعون عند الوضوء وعند الغائط » ؟ فقالوا : يا رسول الله نتبع الغائط الأحجار الثلاثة ثم نتبع الأحجار الماء فتلا فيه رجال يحبون أن يتطهروا . لما نزلت مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون حتى وقف على باب