الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين

                                                                                                                                                                                                                                        لو كان عرضا أي لو كان ما دعوا إليه نفعا دنيويا . قريبا سهل المأخذ . وسفرا قاصدا متوسطا . لاتبعوك لوافقوك . ولكن بعدت عليهم الشقة أي المسافة التي تقطع بمشقة . وقرئ بكسر العين والشين . وسيحلفون بالله أي المتخلفون إذا رجعت من تبوك معتذرين . لو استطعنا يقولون لو كان لنا استطاعة العدة أو البدن . وقرئ « لو استطعنا » بضم الواو تشبيها لها بواو الضمير في قوله : اشتروا الضلالة . لخرجنا معكم ساد مسد جوابي القسم والشرط ، وهذا من المعجزات لأنه إخبار عما وقع قبل وقوعه . يهلكون أنفسهم بإيقاعها في العذاب ، وهو بدل من سيحلفون لأن الحلف الكاذب إيقاع للنفس في الهلاك أو حال من فاعله . والله يعلم إنهم لكاذبون في ذاك لأنهم كانوا مستطيعين الخروج .

                                                                                                                                                                                                                                        عفا الله عنك كناية لا عن خطئه في الإذن فإن العفو من روادفه . لم أذنت لهم بيان لما كني عنه بالعفو ومعاتبة عليه ، والمعنى لأي شيء أذنت لهم في القعود حين استأذنوك واعتلوا بأكاذيب وهلا توقفت .

                                                                                                                                                                                                                                        حتى يتبين لك الذين صدقوا في الاعتذار . وتعلم الكاذبين فيه . قيل إنما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئين لم يؤمر بهما ، أخذه للفداء وإذنه للمنافقين فعاتبه الله عليهما .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية