وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة أول هذه القصة قوله تعالى: وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها وإنما فكت عنه وقدمت عليه لاستقلالها بنوع آخر من مساويهم، وهو الاستهزاء بالأمر والاستقصاء في السؤال وترك المسارعة إلى الامتثال. وقصته: أنه كان فيهم شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه طمعا في ميراثه، وطرحوه على باب المدينة، ثم جاءوا يطالبون بدمه، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبر بقاتله. قالوا أتتخذنا هزوا أي مكان هزؤ، أو أهله ومهزوءا بنا، أو الهزأ نفسه لفرط الاستهزاء استبعادا لما قاله واستخفافا به، وقرأ حمزة عن وإسماعيل بالسكون، نافع عن وحفص بالضم وقلب الهمزة واوا. عاصم قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين لأن الهزؤ في مثل ذلك جهل وسفه، نفى عن نفسه ما رمي به على طريقة البرهان، وأخرج ذلك في صورة الاستعاذة استفظاعا له.