فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
فمن افترى على الله الكذب ابتدعه على الله بزعمه أنه حرم ذلك قبل نزول التوراة على بني إسرائيل ومن قبلهم. من بعد ذلك من بعد ما لزمتهم الحجة. فأولئك هم الظالمون الذين لا ينصفون من أنفسهم ويكابرون الحق بعد ما وضح لهم.
قل صدق الله تعريض بكذبهم، أي ثبت أن الله صادق فيما أنزل وأنتم الكاذبون. فاتبعوا ملة إبراهيم [ ص: 29 ] حنيفا أي ملة الإسلام التي هي في الأصل ملة إبراهيم، أو مثل ملته حتى تتخلصوا من اليهودية التي اضطرتكم إلى التحريف والمكابرة لتسوية الأغراض الدنيوية، وألزمتكم تحريم طيبات أحلها الله لإبراهيم ومن تبعه. وما كان من المشركين فيه إشارة إلى أن اتباعه واجب في التوحيد الصرف والاستقامة في الدين والتجنب عن الإفراط والتفريط، وتعريض بشرك اليهود.