الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد
الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض على قراءة نافع مبتدأ وخبر ، أو وابن عامر الله خبر مبتدأ محذوف والذي صفته وعلى قراءة الباقين عطف بيان لـ العزيز لأنه كالعلم لاختصاصه بالمعبود على الحق . وويل للكافرين من عذاب شديد وعيد لمن كفر بالكتاب ولم يخرج به من الظلمات إلى النور ، والويل نقيض الوأل وهو النجاة ، وأصله النصب لأنه مصدر إلا أنه لم يشتق منه فعل لكنه رفع لإفادة الثبات .
الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة يختارونها عليها فإن المختار للشيء يطلب من نفسه أن يكون أحب إليها من غيره . ويصدون عن سبيل الله بتعويق الناس عن الإيمان . وقرئ « ويصدون » من أصده وهو منقول من صد صدودا إذا تنكب وليس فصيحا ، لأن في صده مندوحة عن تكلف التعدية بالهمزة .
ويبغونها عوجا ويبغون لها زيغا ونكوبا عن الحق ليقدحوا فيه ، فحذف الجار وأوصل الفعل إلى الضمير والموصول بصلته يحتمل الجر صفة للكافرين والنصب على الذم والرفع عليه أو على أنه مبتدأ خبره . أولئك في ضلال بعيد أي ضلوا عن الحق ووقعوا عنه بمراحل ، والبعد في الحقيقة للضال فوصف به فعله للمبالغة ، أو للأمر الذي به الضلال فوصف به لملابسته .