وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد
وما نؤخره أي اليوم . إلا لأجل معدود إلا لانتهاء مدة معدودة متناهية على حذف المضاف وإرادة مدة التأجيل كلها بالأجل لا منتهاها فإنه غير معدود .
يوم يأت أي الجزاء أو اليوم كقوله : أو تأتيهم الساعة على أن يوم بمعنى حين أو الله عز وجل كقوله تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل ونحوه . وقرأ ابن عامر وعاصم (يأت) [ ص: 149 ] بحذف الياء اجتزاء عنها بالكسر . وحمزة لا تكلم نفس لا تتكلم بما ينفع وينجي من جواب أو شفاعة ، وهو الناصب للظرف ويحتمل نصبه بإضمار اذكر أو بالانتهاء المحذوف . إلا بإذنه إلا بإذن الله كقوله : لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وهذا في موقف وقوله : هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون في موقف آخر أو المأذون فيه هي الجوابات الحقة والممنوع عنه هي الأعذار الباطلة . فمنهم شقي وجبت له النار بمقتضى الوعيد . وسعيد وجبت له الجنة بموجب الوعد والضمير لأهل الموقف وإن لم يذكر لأنه معلوم مدلول عليه بقوله : لا تكلم نفس أو للناس .