نوف إليهم : نوصل إليهم أجور أعمالهم وافية، كاملة من غير بخس في الدنيا، وهو ما يرزقون فيها من الصحة والرزق، وقيل: هم أهل الرياء، يقال للقراء منهم: أردت أن يقال: فلان قارئ، فقد قيل ذلك، ولمن وصل الرحم وتصدق: فعلت حتى يقال، فقيل: ولمن قاتل فقتل: قاتلت حتى يقال فلان جريء، فقد قيل. وعن : هم اليهود والنصارى، إن أعطوا سائلا أو وصلوا رحما عجل لهم جزاء ذلك بتوسعة في الرزق وصحة في البدن، وقيل: هم الذين جاهدوا من المنافقين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسهم لهم في الغنائم، وقرئ: "يوف" بالياء على أن الفعل لله -عز وجل- ."وتوف إليهم "أعمالهم بالتاء على البناء للمفعول. وفي قراءة أنس بن مالك "نوفي" بالتخفيف وإثبات الياء، لأن الشرط وقع ماضيا، كقوله [من البسيط]: الحسن:
.............................. ... يقول: لا غائب ما لي ولا حرم
وحبط ما صنعوا فيها : وحبط في الآخرة ما صنعوه، أو صنيعهم، يعني: لم يكن له ثواب; لأنهم لم يريدوا به الآخرة، إنما أرادوا به الدنيا، وقد وفي إليهم ما أرادوا، [ ص: 189 ] وباطل ما كانوا يعملون : أي: كان عملهم في نفسه باطلا; لأنه لم يعمل لوجه صحيح، والعمل الباطل لا ثواب له، وقرئ: "وبطل" على الفعل، وعن : "وباطلا" بالنصب، وفيه وجهان: أن تكون "ما" إبهامية، وينتصب بـ"يعملون"، ومعناه: وباطلا أي باطل كانوا يعملون، وأن تكون بمعنى المصدر على: وبطل بطلانا ما كانوا يعملون . عاصم