واصبر : على دعوتهم، واحتمال أذاهم، وإعراضهم، حتى يحكم الله : لك بالنصرة عليهم والغلبة، وروي الأنصار فقال: "إنكم ستجدون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني"، يعني: أني أمرت في هذه الآية [ ص: 180 ] بالصبر على ما سامتني الكفرة، فصبرت، فاصبروا أنتم على ما يسومكم الأمراء الجورة، قال أنها لما نزلت جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فلم نصبر . وروي أنس أن أبا قتادة تخلف عن تلقي حين قدم معاوية المدينة وقد تلقته الأنصار، ثم دخل عليه من بعد، فقال له: ما لك لم تتلقنا؟ قال: لم تكن عندنا دواب، قال: فأين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار، إنكم ستلقون بعدي أثرة" . قال : فماذا قال؟ قال: "فاصبروا حتى تلقوني"، قال: فاصبر; قال: إذن نصبر. معاوية فقال [من الوافر]: عبد الرحمن بن حسان
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... أمير الظالمين نثا كلامي
بأنا صابرون فمنظروكم
... إلى يوم التغابن والخصام
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون" .