[ ص: 153 ] ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم
أولياء الله : الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة، وقد فسر ذلك في قوله: الذين آمنوا وكانوا يتقون ، فهو توليهم إياه، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة : فهو توليه إياهم، وعن : سعيد بن جبير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: من أولياء الله ؟ فقال: "هم الذين يذكر الله برؤيتهم" يعني: السمت والهيئة، وعن -رضي الله عنه-: الإخبات والسكينة، وقيل: هم المتحابون في الله، وعن ابن [ ص: 154 ] عباس -رضي الله عنه-: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: عمر نصب أو [ ص: 155 ] رفع على المدح، أو على وصف الأولياء، أو على الابتداء والخبر لهم البشرى، والبشرى [ ص: 156 ] في الدنيا: ما بشر الله به المؤمنين المتقين في غير مكان من كتابه، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي "إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله"، قالوا: يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم ؟ فلعلنا نحبهم، قال: "هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله، إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم قرأ الآية "الذين آمنوا": وعنه عليه الصلاة والسلام: "الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له"، وقيل: هي محبة الناس له والذكر الحسن، وعن "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات". : [ ص: 157 ] أبي ذر وعن قلت: لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الرجل يعمل العمل لله، ويحبه الناس، فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن"، : لهم البشرى عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة، قال الله تعالى: عطاء تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة [فصلت: 30]، [ ص: 158 ] وأما البشرى في الآخرة فتلقي الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالفوز والكرامة، وما يرون من بياض وجوههم وإعطاء الصحائف بأيمانهم، وما يقرؤون منها، وغير ذلك من البشارات، لا تبديل لكلمات الله : لا تغيير لأقواله ولا إخلاف لمواعيده، كقوله تعالى: ما يبدل القول لدي [ق: 29]، و "ذلك": إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين، وكلتا الجملتين اعتراض .