اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون
اتخاذهم أربابا: أنهم أطاعوهم في الأمر بالمعاصي، وتحليل ما حرم الله، وتحريم ما حلله، كما تطاع الأرباب في أوامرهم، ونحوه: تسمية أتباع الشيطان فيما يوسوس به عباده، بل كانوا يعبدون الجن، سويا يا أبت لا تعبد الشيطان [مريم: 44]، وعن -رضي الله عنه-: عدي بن حاتم وعن انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: [ ص: 35 ] "أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرمه الله فتحلونه" ح؟ قلت: بلى، قال: "فتلك عبادتهم" . -رضي الله عنه-: ما أبالي أطعت مخلوقا في معصية الخالق، أو صليت لغير القبلة. وأما فضيل المسيح فحين جعلوه ابنا لله فقد أهلوه للعبادة; ألا ترى إلى قوله: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين [الزخرف: 81]، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا : أمرتهم بذلك أدلة العقل والنصوص في الإنجيل والمسيح -عليه السلام-: أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، سبحانه : تنزيه له عن الإشراك به، واستبعاد له. ويجوز أن يكون الضمير في "وما أمروا": للمتخذين أربابا، أي: وما أمر هؤلاء الذين هم عندهم أرباب إلا ليعبدوا الله ويوحدوه، فكيف يصح أن يكونوا أربابا وهم مأمورون مستعبدون مثلهم .