[ ص: 631 ] هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
هذا بيان للناس إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب، يعني: حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم وهدى وموعظة للمتقين يعني: أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين، ويجوز أن يكون قوله: قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين، ويكون قوله: هذا بيان إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين.
ولا تهنوا ولا تحزنوا تسلية من الله سبحانه لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية من قلوبهم، يعني: ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم، أي: لا يورثنكم ذلك وهنا وجبنا، ولا تبالوا به، ولا تحزنوا على من قتل منكم وجرح وأنتم الأعلون : وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب; لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، أو وأنتم الأعلون شأنا; لأن قتالكم لله ولإعلاء كلمته، وقتالهم للشيطان ولإعلاء كلمة الكفر، ولأن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، أو هي بشارة لهم بالعلو والغلبة، أي: وأنتم الأعلون في العاقبة وإن جندنا لهم الغالبون [الصافات: 173].
إن كنتم مؤمنين : متعلق بالنهي بمعنى: ولا تهنوا إن صح إيمانكم على أن صحة الإيمان توجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بأعدائه، أو بـ(الأعلون) أي: إن كنتم مصدقين بما يعدكم الله ويبشركم به من الغلبة.