ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد [ ص: 372 ] وما ذلك على الله بعزيز
وقرئ: "خالق السموات والأرض"، إن يشأ يذهبكم أي: هو قادر على أن يعدم الناس، ويخلق مكانهم خلقا آخر على شكلهم أو على خلاف شكلهم، إعلاما منه باقتداره على إعدام الموجود وإيجاد المعدوم، يقدر على الشيء وجنس ضده، وما ذلك على الله بعزيز : بمتعذر، بل هو هين عليه يسير، لأنه قادر الذات لا اختصاص له بمقدور دون مقدور، فإذا خلص له الداعي إلى شيء وانتفي الصارف، تكون من غير توقف: كتحريك أصبعك إذا دعاك إليه داع ولم يعترض دونه صارف، وهذه الآيات بيان لإبعادهم في الضلال وعظيم خطئهم في الكفر بالله، لوضوح آياته الشاهدة له الدالة على قدرته الباهرة وحكمته البالغة وأنه هو الحقيق بأن يعبد، ويخاف عقابه ويرجى ثوابه في دار الجزاء.