الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
الله : مبتدأ، و "الذي": خبره، بدليل قوله: وهو الذي مد الأرض ، ويجوز أن يكون صفة، وقوله: يدبر الأمر يفصل الآيات : خبر بعد خبر، وينصره ما تقدمه من ذكر الآيات، رفع السماوات بغير عمد ترونها : كلام مستأنف استشهاد برؤيتهم لها كذلك، وقيل: هي صفة لـ"عمد"، ويعضده قراءة "ترونه"، وقرئ: "عمد" بضمتين، أبي: يدبر الأمر : يدبر أمر ملكوته وربوبيته، يفصل : آياته في كتبه المنزلة، لعلكم بلقاء ربكم توقنون : بالجزاء وبأن هذا المدبر والمفصل لا بد لكم من الرجوع إليه، وقرأ "ندبر": بالنون، الحسن: جعل فيها زوجين اثنين : خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين زوجين حين مدها، ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت، وقيل: أراد بالزوجين: الأسود والأبيض، والحلو والحامض، والصغير والكبير، وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة، يغشي الليل النهار : يلبسه [ ص: 333 ] مكانه، فيصير أسود مظلما بعد ما كان أبيض منيرا، وقرئ: "يغشي" بالتشديد.