72- سورة الجن .
مكية وآياتها ثمان وعشرون .
مقدمة السورة .
أخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه عن والبيهقي قال : نزلت ابن عباس سورة الجن بمكة .
وأخرج عن ابن مردويه مثله . ابن الزبير
وأخرج عن ابن مردويه قالت : نزلت سورة عائشة قل أوحي بمكة .
قوله تعالى : قل أوحي إلي أخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر والحاكم ، والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم معا في الدلائل عن والبيهقي قال : ابن عباس عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا [ ص: 6 ] الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهناك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن وإنما أوحى إليه قول الجن . انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق
وأخرج عن ابن المنذر عبد الملك قال : لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا ورميت الجن بالشهاب فاجتمعت إلى إبليس فقال : لقد حدث في الأرض حدث فعرفوا فأخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى يعني بذلك أنه فرغ من صلاة الصبح ولوا إلى قومهم [ ص: 7 ] منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن يقال : سبعة من أهل نصيبين .
وأخرج في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن ابن الجوزي سهل بن عبد الله قال : كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقورة في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له : ومن أنت قال : أنا من الذين نزلت فيهم قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن قال : كانوا من جن نصيبين .
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : عبد الله بن مسعود قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن قال : كانوا من جن نصيبين .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس تعالى جد ربنا قال : آلاؤه وعظمته .
[ ص: 8 ] وأخرج ابن المنذر، عن وابن أبي حاتم في قوله تعالى : ابن عباس وأنه تعالى جد ربنا قال : أمره وقدرته .
وأخرج في مسائله عن الطستي أن ابن عباس نافع بن الأزرق سأله عن قوله : تعالى جد ربنا قال : عظمة ربنا، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم، أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت :
لك الحمد والنعماء والملك ربنا ولا شيء أعلى منك جدا وأمجدا .
وأخرج ، عبد الرزاق عن وعبد بن حميد قال : لو علمت الجن أنه يكون في الإنس جد ما قالوا ابن عباس تعالى جد ربنا .
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : الحسن جد ربنا قال : غنى [ ص: 9 ] ربنا .
وأخرج ، عبد الرزاق عن وعبد بن حميد في قوله : قتادة جد ربنا قال : تعالى أمر ربنا، تعالت عظمته .
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : عكرمة تعالى جد ربنا قال : جلال ربنا .
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد وأنه تعالى جد ربنا قال : ذكره وفي قوله : وأنه كان يقول سفيهنا قال : هو إبليس .
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن والديلمي مرفوعا أبي موسى الأشعري وأنه كان يقول سفيهنا قال : إبليس .
وأخرج عن عبد بن حميد عثمان بن حاضر مثله .
وأخرج عن عبد بن حميد قتادة وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا قال : عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الإنس .
وأخرج عن عبد بن حميد أنه كان يقرأ التي في الجن والتي في [ ص: 10 ] النجم وأنا وأنه بالنصب . علقمة
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم في الضعفاء والعقيلي والطبراني في العظمة، وأبو الشيخ عن وابن عساكر كردم بن أبي السائب الأنصاري قال : المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال : يا عامر الوادي أنا جارك، فنادى مناد لا نراه يا سرحان أرسله فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم وأنزل الله على رسوله بمكة وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن الآية . خرجت مع أبي إلى
[ ص: 11 ] وأخرج عن ابن سعد من أبي رجاء العطاردي بني تميم قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الأرض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا : إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا : إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن أقر بها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الإسلام قال إني لأرى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي أبو رجاء : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا .
وأخرج في الإبانة من طريق أبو نصر السجزي عن مجاهد ابن عباس أن رجلا من بني تميم كان جريئا على الليل والرمال وأنه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل راحلته ثم توسد ذراعيها وقال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر أهله فأجاره شيخ منهم وكان منهم شاب وكان سيدا في الجن فغضب الشاب لما أجاره الشيخ فأخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة الرجل بها فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال : [ ص: 12 ] [ ]
يا مالك بن مهلهل بن إيار مهلا فدى لك محجري وإزاري
عن ناقة الإنسان لا تعرض لها واختر إذا ورد المها أثواريأني
ضمنت له سلامة رحله فاكفف يمينك راشدا عن جاري
ولقد أتيت إلي ما لم أحتسب ألا رعيت قرابتي وجواري
تسعى إليه بحربة مسمومة أف لقربك يا أبا اليقظاري
لولا الحياء وأن أهلك جيرة لتمزقتك بقوة أظفاري
أردت أن تعلو وتخفض ذكرنا في غير مرزية أبا العيزاري
متنحلا أمرا لغير فضيلة فارحل فإن المجد للمراري
من كان منكم سيدا فيما مضى إن الخيار هم بنو الأخيار
[ ص: 13 ] فاقصد لقصدك يا معيكر إنما كان المجير مهلهل بن وبار
وأخرج في كتاب الهواتف عن الخرائطي سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له : رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه قال : إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت : أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت رجلا في منامي بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت : هذا حلم، ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت [ ص: 14 ] فنظرت حول ناقتي فلم أر شيئا فإذا ناقتي ترعد، ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى : قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الإنسي، فقام الفتى فأخذ منها ثورا ثم التفت إلى الشيخ وقال : يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل : أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها، فقلت له : ومن محمد هذا؟ قال : نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين، قلت : فأين مسكنه؟ قال : يثرب ذات النخل، فركبت راحلتي حين برق الصبح وجددت السير حتى أتيت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديثي قبل أن أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت، قال وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه سعيد بن جبير : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس وأنه كان رجال [ ص: 15 ] من الإنس يعوذون برجال من الجن قال : كان رجال من الإنس يبيت أحدهم في الجاهلية بالوادي فيقول : أعوذ بعزيز هذا الوادي فزادوهم رهقا قال : إثما .
وأخرج عبد بن حميد، عن وابن المنذر في قوله : الحسن وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن قال : كان أحدهم إذا نزل الوادي قال : أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه ليلته أو يومه .
وأخرج عبد بن حميد، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن قال : كانوا يقولون إذا هبطوا واديا : نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا قال : زادوا الكفار طغيانا .
وأخرج ، عبد الرزاق عن وعبد بن حميد في قوله : قتادة وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن قال : كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا : نعوذ بعزيز هذا المكان فزادوهم رهقا يقول : خطيئة وإثما .
وأخرج عن عبد بن حميد إبراهيم وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال : كان القوم إذا نزلوا واديا قالوا : نعوذ [ ص: 16 ] بسيد أهل هذا الوادي فقالوا : نحن لا نملك لنا ولا لهم ضرا ولا نفعا وهم يخافوننا فاجترءوا عليهم .
وأخرج عن عبد بن حميد الربيع بن أنس وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال : كانوا يقولون : فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك رهقا أي خوفا .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : إن ناسا في الجاهلية كانوا إذا أتوا وادي الجن نادى منادي الإنس إلى خيار الجن أن احبسوا عنا سفهاءكم فلم يغنهم ما وعظوا به عكرمة فزادوهم رهقا .
وأخرج عن ابن مردويه قال : كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي من شر ما فيه فلا يكونون بشيء أشد ولعا منهم بهم فذلك قوله : ابن عباس فزادوهم رهقا .
وأخرج من طريق ابن مردويه عن أبيه قال : معاوية بن قرة محمدا مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام فأتيت الماء [ ص: 17 ] حيث يجتمع الناس فإذا الناس براعي القرية الذي يرعى لهم أغنامهم فقال : لا أرعى لكم أغنامكم، قالوا : لم؟ قال : يجيء الذئب كل ليلة يأخذ شاة وصنمكم هذا راقد لا يضر ولا
ينفع ولا يغير ولا ينكر فذهبوا وأنا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد يقول : البشرى البشرى، حتى جيء بالذئب وهو مقموط بين يدي الصنم بغير قماط فذهبوا وذهبت معهم فقبلوه وسجدوا له وقالوا : هكذا فاصنع فدخلت على محمد صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فقال : لعب بهم الشيطان . ذهبت لأسلم حين بعث الله