[ ص: 463 ] قوله تعالى : ولا تجهر بصلاتك الآية .
أخرج ، سعيد بن منصور ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وابن حبان، ، والطبراني ، وابن مردويه في "سننه"، والبيهقي في قوله : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك الآية . قال : نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ولا تجهر بصلاتك . أي : بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن، ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك، وابتغ بين ذلك سبيلا . يقول : بين الجهر والمخافتة . عن
وأخرج ، ابن إسحاق ، وابن جرير ، والطبراني ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه، فكان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي، استرق السمع دونهم فرقا منهم، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع، ذهب خشية أذاهم فلم يستمع، فإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا، فأنزل الله : ولا تجهر بصلاتك فيتفرقوا [ ص: 464 ] عنك، ولا تخافت بها فلا تسمع من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك، لعله يرعوي إلى بعض ما يستمع فينتفع به، وابتغ بين ذلك سبيلا .
وأخرج عن ابن مردويه قال : ابن عباس بمكة فيؤذى، فأنزل الله : ولا تجهر بصلاتك . كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة
وأخرج في المصنف" عن ابن أبي شيبة ابن عياض /قال : ولا تجهر بصلاتك الآية . كان النبي صلى الله عليه وسلم [265ظ] إذا صلى عند البيت جهر بقراءته، فكان المشركون يؤذونه، فنزلت :
وأخرج في ""ناسخه""، أبو داود ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . وقال في "الأعراف" : واذكر ربك في نفسك الآية [الأعراف : 205] . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته، فآذى ذلك المشركين، فأخفى صلاته هو وأصحابه؛ فلذلك قال الله :
وأخرج ، الطبراني في "سننه"، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . قال : كان الرجل إذا دعا في الصلاة رفع صوته .
وأخرج ، الطبراني ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس مسيلمة [ ص: 465 ] الكذاب قد تسمى الرحمن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى فجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحمن" . قال المشركون : يذكر إله اليمامة . فأنزل الله : ولا تجهر بصلاتك . كان
وأخرج في "المصنف" عن ابن أبي شيبة سعيد قال : مسيلمة قد تسمى الرحمن، فكان المشركون إذا سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : قد ذكر مسيلمة إله اليمامة، ثم عارضوه بالمكاء والتصدية والصفير، فأنزل الله : ولا تجهر بصلاتك الآية . كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" . وكان
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن شق ذلك على المشركين، فيؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالشتم، وذلك بمكة، فأنزل الله : يا محمد، ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها : لا تخفض صوتك حتى لا تسمع أذنيك، وابتغ بين ذلك سبيلا . يقول : اطلب بين الإعلان والجهر، وبين التخافت والخفض طريقا، لا جهرا شديدا ولا خفضا حتى لا تسمع أذنيك، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سقط هذا كله .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر في "شعب [ ص: 466 ] الإيمان"، عن والبيهقي قال : نبئت أن محمد بن سيرين كان إذا قرأ خفض، وكان أبا بكر إذا قرأ جهر، فقيل عمر لم تصنع هذا؟ قال : أناجي ربي وقد علم حاجتي . وقيل لأبي بكر : لم تصنع هذا؟ قال : أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان . فلما نزلت : لعمر : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . قيل ارفع شيئا . وقيل لأبي بكر : اخفض شيئا . لعمر :
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الربيع بن أنس إذا صلى من الليل خفض صوته جدا، وكان أبو بكر إذا صلى رفع صوته جدا، فقال عمر يا عمر : لو رفعت من صوتك شيئا . وقال أبا بكر، يا أبو بكر : لو خفضت من صوتك شيئا . فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بأمرهما، فأنزل الله : عمر، ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الآية . فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهما فقال : "يا ارفع من صوتك شيئا" . وقال أبا بكر، : "اخفض من صوتك شيئا" . لعمر كان
وأخرج ، سعيد بن منصور في "المصنف"، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم في "الناسخ"، وأبو داود ، والبزار ، والنحاس وابن نصر، ، وابن مردويه في "سننه"، عن والبيهقي قالت : إنما نزلت هذه الآية : عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء .
وأخرج ، ابن جرير ، عن والحاكم قالت : نزلت هذه الآية في [ ص: 467 ] التشهد : عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في قوله : عائشة ولا تجهر بصلاتك . قالت : نزلت في المسألة والدعاء .
وأخرج محمد بن نصر، ، عن وابن مردويه قال : أبي هريرة البيت رفع صوته بالدعاء وآذاه المشركون، فنزل : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند
وأخرج ، سعيد بن منصور في "تاريخه"، والبخاري ، وابن المنذر ، عن وابن مردويه دراج أبي السمح، أن شيخا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . إنما نزلت في الدعاء، لا ترفع صوتك في دعائك فتذكر ذنوبك فتسمع منك فتعير بها .
وأخرج ، ابن أبي شيبة وابن منيع، ، وابن جرير ، ومحمد بن نصر ، وابن المنذر ، عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك . قال : نزلت في الدعاء، كانوا يجهرون بالدعاء : اللهم ارحمني . فلما نزلت أمروا ألا يخافتوا ولا يجهروا .
[ ص: 468 ] وأخرج في "المصنف"، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قال : عبد الله بن شداد بني تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : اللهم ارزقنا إبلا وولدا . فنزلت : ولا تجهر بصلاتك . كان أعراب من
وأخرج عن ابن أبي شيبة في قوله : مجاهد ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال : ذلك في الدعاء والمسألة .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن والطبراني في قوله : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك . ولا تصل مراءاة الناس، ولا تخافت بها . قال : لا تدعها مخافة الناس .
وأخرج عن ابن عساكر في قوله : الحسن ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . قال : لا تصلها رياء، ولا تدعها حياء .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ولا تجهر بصلاتك . قال : لا تجعلها كلها جهرا، ولا تخافت بها . قال : لا تجعلها كلها سرا .
وأخرج ابن أبي داود في "المصاحف" عن أبي رزين قال : في قراءة عبد الله : (ولا تخافت بصوتك ولا تعال به) .
[ ص: 469 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن جرير قال : لم يخافت من أسمع أذنيه . ابن مسعود
وأخرج ، ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : العلم خير من العمل، وخير الأمور أوساطها، والحسنة بين تلك السيئتين؛ وذلك لأن الله يقول : مطرف بن عبد الله بن الشخير ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : خير أموركم أوساطها . أبي قلابة