قوله تعالى : ما ننسخ من آية أو ننسها الآية .
أخرج ، ابن أبي حاتم في " الكنى "، والحاكم وابن عدي، [ ص: 543 ] عن وابن عساكر قال : كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل، وينساه بالنهار، فأنزل الله : ابن عباس ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها .
وأخرج عن الطبراني قال : ابن عمر الأنصار سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانا يقرآن بها، فقاما يقرآن ذات ليلة يصليان، فلم يقدرا منها على حرف، فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنها مما نسخ أو نسي، فالهوا عنها . فكان قرأ رجلان من يقرؤها : الزهري ما ننسخ من آية أو ننسها بضم النون خفيفة .
وأخرج البخاري، ، والنسائي في كتاب " المصاحف "، وابن الأنباري ، والحاكم في “ الدلائل “ عن والبيهقي قال : قال ابن عباس أقرؤنا عمر : وأقضانا أبي وإنا لندع شيئا من قراءة علي، وذلك أن أبي، يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد قال الله (ما ننسخ من آية أو ننسأها) . أبيا
وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور في " ناسخه "، وابنه في " المصاحف "، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم [ ص: 544 ] وصححه عن والحاكم أنه قرأ (ما ننسخ من آية أو تنساها) فقيل له : إن سعد بن أبي وقاص يقرأ سعيد بن المسيب ننسها فقال إن القرآن لم ينزل على سعد : المسيب ولا على آل المسيب . قال الله : سنقرئك فلا تنسى [ الأعلى : 6]، واذكر ربك إذا نسيت [ الكهف : 24] .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي في قوله : (ما ننسخ من آية أو ننساها) يقول : ما نبدل من آية أو نتركها لا نبدلها ابن عباس نأت بخير منها أو مثلها يقول : خير لكم لكم في المنفعة وأرفق بكم .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : خطبنا ابن عباس فقال : يقول الله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسأها) أي نؤخرها . عمر
وأخرج عن ابن الأنباري أنه قرأ (أو ننسأها) . مجاهد
[ ص: 545 ] وأخرج في “ ناسخه “ عن أبو داود قال في قراءة مجاهد (ما ننسخ من آية أو ننسك) . أبي
وأخرج آدم بن أبي إياس في “ ناسخه “، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي عن أصحاب مجاهد في قوله : ابن مسعود ما ننسخ من آية قال : نثبت خطها ونبدل حكمها (أو ننسأها) قال : نؤخرها عندنا .
وأخرج آدم، ، وابن جرير ، عن والبيهقي في قوله : (ما ننسخ من آية أو ننساها) يقول : أو نتركها نرفعها من عندهم . عبيد بن عمير
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن المنذر قال : في قراءة الضحاك (ما ننسك من آية أو ننسخها) . ابن مسعود
وأخرج عبد بن حميد في “ ناسخه “، وأبو داود عن وابن جرير قال : كانت الآية تنسخ الآية، وكان نبي الله يقرأ الآية والسورة وما شاء الله من السورة ثم ترفع فينسيها الله نبيه، فقال الله يقص على نبيه قتادة ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها يقول : فيها تخفيف فيها رخصة فيها أمر فيها نهي .
[ ص: 546 ] وأخرج في “ ناسخه “ عن أبو داود قال : (ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) . ثم قال : ابن عباس وإذا بدلنا آية مكان آية [ النحل : 101] وقال : يمحو الله ما يشاء ويثبت [ الرعد : 39] .
وأخرج أبو داود، ، عن وابن جرير قال : يقولون : (ما ننسخ من آية أو ننساها) كان الله أنزل أمورا من القرآن ثم رفعها، فقال : أبي العالية نأت بخير منها أو مثلها .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : الحسن أو ننسها قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم أنسيه فلم يكن شيئا، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرءونه .
وأخرج في “ ناسخه “، أبو داود ، وابن المنذر في " المصاحف " وابن الأنباري في " فضائله " عن وأبو ذر الهروي أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلا كانت معه سورة فقام من الليل فقام بها فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأ بها فلم يقدر عليها، وقام آخر فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا عنده فأخبروه، فقال : إنها نسخت البارحة .
وأخرج في “ ناسخه “، أبو داود في “ الدلائل “ [ ص: 547 ] من وجه آخر، عن والبيهقي أبي أمامة أن رهطا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا بسم الله الرحمن الرحيم، ووقع ذلك لناس من أصحابه، فأصبحوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السورة، فسكت ساعة لم يرجع إليهم شيئا، ثم قال : نسخت البارحة . فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه .
وأخرج ابن سعد، ، وأحمد ، والبخاري ومسلم في “ ناسخه “، وأبو داود وابن الضريس، ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن حبان في “ الدلائل “ عن والبيهقي قال : أنزل الله في الذين قتلوا أنس ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد : (أن بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) .
وأخرج مسلم، ، وابن مردويه في “ الحلية “، وأبو نعيم في “ الدلائل “ عن والبيهقي قال : كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة بـ " براءة " فأنسيتها غير أني حفظت منها : (لو كان لابن أبي موسى الأشعري آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوفه إلا التراب) ، وكنا نقرأ سورة نشبهها [ ص: 548 ] بإحدى المسبحات، أولها : سبح لله ما في السماوات فأنسيناها غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة) .
وأخرج في " فضائله "، أبو عبيد عن وابن الضريس قال : نزلت سورة شديدة نحو " براءة " في الشدة ثم رفعت وحفظ منها : (إن الله سيؤيد الدين بأقوام لا خلاق لهم) . أبي موسى الأشعري
ولفظ (ليؤيدن الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق، ولو أن لابن ابن الضريس : آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، إلا من تاب فيتوب الله عليه والله غفور رحيم) .
وأخرج أبو عبيد، ، وأحمد في " الأوسط "، والطبراني في " شعب الإيمان " عن والبيهقي قال : أبي واقد الليثي آدم واديا لأحب أن يكون إليه [ ص: 549 ] الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا مما أوحي إليه . قال : فجئته ذات يوم فقال : إن الله يقول : (إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن
وأخرج أبو عبيد، ، وأحمد ، وأبو يعلى عن والطبراني قال : زيد بن أرقم آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) . كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو كان لابن
وأخرج أبو عبيد، ، عن وأحمد قال : جابر بن عبد الله آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) . كنا نقرأ : (لو أن لابن
وأخرج أبو عبيد، ، والبخاري عن ومسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عباس آدم ملء واد مالا لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب . قال فلا [ ص: 550 ] أدري أمن القرآن هو أم لا . ابن عباس : لو أن لابن
وأخرج البزار، عن وابن الضريس، بريدة آدم واديا من ذهب لابتغى إليه ثانيا، ولو أعطي ثانيا لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب . سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة : (لو أن لابن
وأخرج عن ابن الأنباري قال : في قراءة زر : (ابن أبي بن كعب آدم لو أعطي واديا من مال لالتمس ثانيا، ولو أعطي واديين من مال لالتمس ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) .
وأخرج عن ابن الضريس قال : ابن عباس كنا نقرأ : (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم وإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم) .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وأحمد عن وابن حبان قال : إن الله بعث عمر بن الخطاب محمدا بالحق، وأنزل معه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فرجم ورجمنا بعده، ثم قال : قد كنا نقرأ : (ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم) .
[ ص: 551 ] وأخرج الطيالسي وأبو عبيد، عن والطبراني قال : عمر بن الخطاب، كنا نقرأ فيما نقرأ : (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) ثم قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد؟ قال : نعم .
وأخرج في " التمهيد " من طريق ابن عبد البر عدي بن عدي بن عميرة بن فروة، عن أبيه، عن جده عميرة بن فروة، أن قال عمر بن الخطاب أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : (إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم)، فقال : بلى، ثم قال : أوليس كنا نقرأ : لأبي : فيما فقدنا من كتاب الله فقال (الولد للفراش وللعاهر الحجر)، بلى . أبي :
وأخرج عن أبو عبيد، قال : قال المسور بن مخرمة عمر ألم تجد فيما أنزل علينا : (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة)، فإنا لا نجدها؟ قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن . لعبد الرحمن بن عوف :
وأخرج أبو عبيد، وابن الضريس، في " المصاحف " عن وابن الأنباري قال : لا يقولن أحدكم : قد أخذت القرآن كله . ما يدريه ما كله؟ قد ذهب [ ص: 552 ] منه قرآن كثير، ولكن ليقل : قد أخذت ما ظهر منه . ابن عمر
وأخرج في " المصنف "، ابن أبي شيبة وابن الأنباري، في “ الدلائل “ عن والبيهقي قال : القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هذه القراءة التي يقرؤها الناس التي جمع عبيدة السلماني الناس عليها . عثمان
وأخرج ابن الأنباري، وابن أشتة في " المصاحف " عن قال : ابن سيرين جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة . كان
وأخرج عن ابن الأنباري قال : أبي ظبيان أي القراءتين تعدون أول؟ قلنا : قراءة ابن عباس : عبد الله، وقراءتنا هي الأخيرة، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه جبريل القرآن كل سنة مرة في شهر رمضان، وإنه عرضه عليه في آخر سنة مرتين، فشهد منه عبد الله ما نسخ وما بدل . قال لنا
وأخرج عن ابن الأنباري قال : مجاهد أي القرآن [ ص: 553 ] تعدون أول؟ قلنا : قراءة ابن عباس : عبد الله . ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة، وإنه عرضه عليه في آخر سنة مرتين، فقراءة عبد الله آخرهن . قال لنا
وأخرج عن ابن الأنباري قال : ابن مسعود جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضه بالقرآن في آخر سنة مرتين، فأخذته من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العام . كان
وأخرج عن ابن الأنباري قال : لو أعلم أحدا أحدث بالعرضة الأخيرة مني لرحلت إليه . ابن مسعود
وأخرج وصححه عن الحاكم قال : سمرة عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عرضات فيقولون : إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة .
وأخرج في “ ناسخه “ عن أبو جعفر النحاس قال : دخل أبي البختري المسجد فإذا رجل يخوف فقال : ما هذا؟ فقالوا : رجل يذكر الناس، فقال : ليس برجل يذكر الناس ولكنه يقول : أنا فلان بن فلان، فاعرفوني . فأرسل إليه فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : لا، قال : فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه . علي بن أبي طالب
[ ص: 554 ] وأخرج أبو داود ، كلاهما في " الناسخ والمنسوخ "، والنحاس في " سننه " عن والبيهقي قال : مر أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه برجل يقص فقال : أعرفت الناسخ من المنسوخ؟ قال : لا، قال : هلكت وأهلكت . علي بن أبي طالب
وأخرج النحاس، عن والطبراني قال : مر الضحاك بن مزاحم بقاص يقص فركله برجله، وقال : أتدري الناسخ من المنسوخ؟ قال : لا . قال : هلكت وأهلكت . ابن عباس
وأخرج في " مسنده " الدارمي عن والنحاس قال : إنما يفتي الناس أحد ثلاثة؛ رجل يعلم ناسخ القرآن من منسوخه، وذلك حذيفة ورجل قاض لا يجد من القضاء بدا، ورجل أحمق متكلف . فلست بالرجلين الماضيين، فأكره أن أكون الثالث . عمر