قوله عز وجل: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا فيه ستة أقاويل: أحدها: عميا ، قاله الفراء.
الثاني: عطاشا قد ازرقت عيونهم من شدة العطش ، قاله الأزهري.
الثالث: تشويه خلقهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.
الرابع: أنه الطمع الكاذب إذ تعقبته الخيبة ، وهو نوع من العذاب.
الخامس: أن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف ، قال الشاعر:
[ ص: 425 ]
لقد زرقت عيناك يا بن مكعبر كما كل ضبي من اللؤم أزرق
قوله عز وجل: يتخافتون بينهم أي يتسارون بينهم ، من قوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [الإسراء: 110] أي لا تسر بها. إن لبثتم إلا عشرا العشر على طريق التقليل دون التحديد وفيه وجهان: أحدهما: إن لبثتم في الدنيا إلا عشرا ، لما شاهدوا من سرعة القيامة ، قاله الحسن.
الثاني: إن لبثتم في قبوركم إلا عشرا لما ساواه من سرعة الجزاء. قوله تعالى: نحن أعلم بما يقولون يحتمل وجهين: أحدهما: نحن أعلم بما يقولونه مما يتخافتون به بينهم.
الثاني: نحن أعلم بما يجري بينهم من القول في مدد ما لبثوا. إذ يقول أمثلهم طريقة فيه وجهان: أحدهما: أوفرهم عقلا.
الثاني: أكبرهم سدادا. إن لبثتم إلا يوما لأنه كان عنده أقصر زمانا وأقل لبثا ، ثم فيه وجهان: أحدهما: لبثهم في الدنيا.
الثاني: لبثهم في القبور.