وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى
[ ص: 395 ] قوله تعالى: وهل أتاك حديث موسى أي قد أتاك حال موسى فيما اجتباه ربه لنبوته وحمله من رسالته. واحتمل ذلك أن يكون ذلك بما قصه عليه في هذا الموضع ، واحتمل أن يكون بما عرفه في غيره. إذ رأى نارا وكانت عند موسى نارا ، وعند الله نورا ، قال وكانت ليلة الجمعة في الشتاء. مقاتل: فقال لأهله امكثوا أي أقيموا. والفرق بين المكث والإقامة أن الإقامة تدوم والمكث لا يدوم. إني آنست نارا فيه وجهان: أحدهما: رأيت نارا. والثاني: إني آنست بنار. لعلي آتيكم منها بقبس أي بنار تصطلون بها. أو أجد على النار هدى فيه وجهان: أحدهما: هاديا يهديني الطريق ، قاله . والثاني: علامة أستدل بها على الطريق. وكانوا قد ضلوا عنه فمكثوا بمكانهم بعد ذهاب قتادة موسى ثلاثة أيام حتى مر بهم راعي القرية فأخبره بمسير موسى ، فعادوا مع الراعي إلى قريتهم وأقاموا بها أربعين سنة حتى أنجز موسى أمر ربه.