[ ص: 315 ] قوله عز وجل: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض فيه وجهان: أحدهما: ما أشهدت إبليس وذريته.
الثاني: ما أشهدت جميع الخلق خلق السماوات والأرض. وفيه وجهان: أحدهما: ما أشهدتهم إياها استعانة بهم في خلقها.
الثاني: ما أشهدتهم خلقها فيعلموا من قدرتي ما لا يكفرون معه. ويحتمل ثالثا: ما أشهدتهم خلقها فيحيطون علما بغيبها لاختصاص الله بعلم الغيب دونه خلقه. ولا خلق أنفسهم فيه وجهان: أحدهما: ما استعنت ببعضهم على خلق بعض.
الثاني: ما أشهدت بعضهم خلق بعض. ويحتمل ثالثا: ما أعلمتهم خلق أنفسهم فكيف يعلمون خلق غيرهم. وما كنت متخذ المضلين عضدا يحتمل وجهين: أحدهما: يعني أولياء.
الثاني: أعوانا ، ووجدته منقولا عن وفيما أراد أنه لم يتخذهم فيه أعوانا وجهان: أحدهما: أعوانا في خلق السماوات والأرض. الكلبي.
الثاني: أعوانا لعبدة الأوثان، قاله الكلبي.
[ ص: 316 ] وفي هؤلاء المضلين قولان: أحدهما: إبليس وذريته.
الثاني: كل مضل من الخلائق كلهم. قال بعض السلف: إذا كان ذنب المرء من قبل الشهوة فارجه ، وإذا كان من قبل الكبر فلا ترجه ؛ لأن إبليس كان ذنبه من قبل الكبر فلم تقبل توبته ، وكان ذنب آدم من قبل الشهوة فتاب الله عليه. وقد أشار بعض الشعراء إلى هذا المعنى فقال:
إذا ما الفتى طاح في غيه فرج الفتى للتقى رجه فقد يغلط الركب نهج الط
ريق ثم يعود إلى نهجه