قوله عز وجل: فلعلك باخع نفسك على آثارهم فيه وجهان: أحدهما: قاتل نفسك ، ومنه قول ذي الرمة:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحته عن يديك المقادر
الثاني: أن الباخع المتحسر الأسف ، قاله ابن بحر. على آثارهم فيه وجهان: أحدهما: على آثار كفرهم.
الثاني: بعد موتهم.
[ ص: 285 ] إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا يريد إن لم يؤمن كفار قريش بهذا الحديث يعني القرآن. أسفا فيه أربعة تأويلات: أحدها: أي غضبا ، قاله . قتادة
الثاني: جزعا ، قاله . مجاهد
الثالث: أنه غما ، قاله السدي.
الرابع: حزنا ، قاله ، وقد قال الشاعر: الحسن
أرى رجلا منهم أسيفا كأنما تضم إلى كشحيه كفا مخضبا
قوله عز وجل: إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها فيه خمسة أوجه: أحدها: أنها الأشجار والأنهار التي زين الله الأرض بها ، قاله مقاتل.
الثاني: أنهم الرجال لأنهم زينة الأرض ، قاله الكلبي.
الثالث: أنهم الأنبياء والعلماء ، قاله القاسم.
الرابع: أن كل ما على الأرض زينة لها ، قاله . مجاهد
الخامس: أن معنى زينة لها أي شهوات لأهلها تزين في أعينهم وأنفسهم. لنبلوهم أيهم أحسن عملا فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أيهم أحسن إعراضا عنها وتركا لها ، قاله ابن عطاء.
الثاني: أيهم أحسن توكلا علينا فيها ، قاله سهل بن عبد الله.
الثالث: أيهم أصفى قلبا وأهدى سمتا. ويحتمل رابعا: لنختبرهم أيهم أكثر اعتبارا بها.
[ ص: 286 ] ويحتمل خامسا: لنختبرهم في تجافي الحرام منها. قوله عز وجل: وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا في الصعيد ثلاثة أقاويل: أحدها: الأرض المستوية ، قاله الأخفش ومقاتل.
الثاني: هو وجه الأرض لصعوده ، قاله ابن قتيبة.
الثالث: أنه التراب ، قاله وفي الجرز أربعة أوجه: أحدها: بلقعا ، قاله أبان بن تغلب. . مجاهد
الثاني: ملساء ، وهو قول مقاتل.
الثالث: محصورة ، وهو قول ابن بحر.
الرابع: أنها اليابسة التي لا نبات بها ولا زرع قال الراجز:
قد جرفتهن السنون الأجراز