الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
قوله عز وجل: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الرحم التي أمرهم الله تعالى بوصلها. ويخشون ربهم في قطعها ويخافون سوء الحساب في المعاقبة عليها ، قاله . قتادة
الثاني: صلة محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله الحسن.
الثالث: الإيمان بالنبيين والكتب كلها ، قاله ويحتمل رابعا: أن يصلوا الإيمان بالعمل. سعيد بن جبير.
[ ص: 109 ] ويخشون ربهم فيما أمرهم بوصله. ويخافون سوء الحساب في تركه. قوله عز وجل: ويدرءون بالحسنة السيئة فيه سبعة تأويلات: أحدها: يدفعون المنكر بالمعروف ، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: يدفعون الشر بالخير ، قاله ابن زيد.
الثالث: يدفعون الفحش بالسلام ، قاله . الضحاك
الرابع: يدفعون الظلم بالعفو ، قاله جويبر.
الخامس: يدفعون سفه الجاهل بالحلم ، حكاه ابن عيسى.
السادس: يدفعون الذنب بالتوبة ، حكاه ابن شجرة.
السابع: يدفعون المعصية بالطاعة. قوله عز وجل: سلام عليكم بما صبرتم فيه ستة تأويلات: أحدها: معناه بما صبرتم على أمر الله تعالى ، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: بما صبرتم على الفقر في الدنيا ، قاله أبو عمران الجوني.
الثالث: بما صبرتم على الجهاد في سبيل الله ، وهو مأثور عن عبد الله بن عمر.
الرابع: بما صبرتم عن فضول الدنيا ، قاله ، وهو معنى قول الحسن الفضيل بن عياض.
السادس: بما صبرتم عما تحبونه حين فقدتموه ، قاله ويحتمل سابعا: بما صبرتم على عدم اتباع الشهوات. ابن زيد. فنعم عقبى الدار فيه وجهان: أحدهما: فنعم عقبى الجنة عن الدنيا ، قاله أبو عمران الجوني.
الثاني: فنعم عقبى الجنة من النار ، وهو مأثور.