أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا [ ص: 190 ] يصدفون هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون
قوله عز وجل: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة فيه وجهان: أحدهما: هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة رسلا ، يعني الكفار الذين يتوقفون عن الإيمان مع ظهور الدلائل. والثاني: هل ينظرون يعني في حجج الله ودلائله إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ، قاله جويبر. أو يأتي ربك فيه وجهان: أحدهما: أمر ربك بالعذاب ، قاله . والثاني: قضاء ربك في القيامة ، قاله الحسن . مجاهد أو يأتي بعض آيات ربك فيه قولان: أحدهما: أنه طلوع الشمس من مغربها ، قاله ، مجاهد ، وقتادة ، قال والسدي مع القمر في وقت واحد وقرأ: ابن مسعود: وجمع الشمس والقمر [القيامة: 9] . والثاني: طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ، قاله [ ص: 191 ] أبو هريرة. يوم يأتي بعض آيات ربك في قولان: أحدهما: أن أولها أول آيات الساعة وآخرها الدجال ، ثم الدخان ، ثم يأجوج ومأجوج ، ثم الدابة ، ثم طلوع الشمس من مغربها ، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل هذا قول والثاني: أن أولها خروج معاذ بن جبل. الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج ، ثم طلوع الشمس من مغربها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ثم خروج الدابة ، وهذا قول ورواه مرفوعا. ثم اختلفوا في ألا ينفعها إيمانها بظهور أول الآيات أو بظهور آخرها على قولين: أحدهما: إذا خرج أول الآيات ، طرحت الأقلام ، وجلست الحفظة ، وشهدت الأجساد على الأعمال. والقول الثاني: أن ذلك يكون بخروج آخر الآيات ليكون لنا فيها أثر في الإنذار. ثم قال: حذيفة بن اليمان أو كسبت في إيمانها خيرا أما إيمانها قبل هذه الآيات فمعتد به ، وأما بعدها فإن لم تكسب فيه خيرا لم يعتد به ، وإن كسبت فيه خيرا ففي الاعتداد به قولان: أحدهما: يعتد به ، وهو ظاهر الآية أن يكون قبل الآيات أو بعده. والثاني: لا يعتد به ، ويكون معناه: لم تكن آمنت من قبل وكسبت في إيمانها خيرا ، وهذا قول . وفي الخير الذي تكسبه وجهان: أحدهما: تأدية الفروض على أكمل أحوالها. والثاني: التطوع بالنوافل بعد الفروض. [ ص: 192 ] روى السدي عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن عمر باب التوبة مفتوح من قبل المغرب ، فالتوبة مقبولة إلا من ثلاثة: من إبليس رأس الكفر ، ومن قابيل قاتل هابيل ، ومن قتل نبيا لا توبة له ، فإذا طلعت الشمس من ذلك الباب كالعكر الأسود لا نور لها حتى تتوسط السماء ثم ترجع فيغلق الباب وترد التوبة فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، ثم ترجع إلى مشارقها ، فتطلع بعد ذلك عشرين ومائة سنة إلا أنها سنون تمر مرا .