ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [ ص: 415 ] وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه يعني به يوم القيامة ، لأن الناس فيه بين مثاب بالجنة ومعاقب بالنار فوصف وجه المثاب بالبياض لإسفاره بالسرور ، ووصف وجه المعاقب بالسواد لانكسافه بالحزن. فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وفي هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم أربعة أقاويل: الأول: أنهم الذين كفروا بعد إظهار الإيمان بالنفاق ، وهو قول . والثاني: أنهم الذين كفروا بالارتداد بعد إسلامهم ، وهو قول الحسن والثالث: هم الذين كفروا من أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنعته ووصفه ، وهو قول مجاهد. والرابع: هم جميع الكفار لإعراضهم عما يوجبه الإقرار بالتوحيد حين أشهدهم الله تعالى على أنفسهم الزجاج. ألست بربكم قالوا بلى شهدنا [الأعراف: 172] وهو قول أبي بن كعب.