زعم الذين كفروا قال زعموا كنية الكذب . شريح يوم يجمعكم ليوم الجمع يعني يوم القيامة ، ومن تسميته بذلك وجهان :
أحدهما : لأنه يجمع فيه بين كل نبي وأمته .
الثاني : لأنه يجمع فيه بين الظالمين والمظلومين . ويحتمل ثالثا : لأنه يجمع فيه بين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعاصي .
[ ص: 23 ]
ذلك يوم التغابن فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه من أسماء يوم القيامة ، ومنه قول الشاعر
وما أرتجي بالعيش من دار فرقة ألا إنما الراحات يوم التغابن
الثاني : لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار ، قال الشاعر
لعمرك ما شيء يفوتك نيله بغبن ولكن في العقول التغابن
الثالث : لأنه يوم غبن فيه المظلوم الظالم ، لأن المظلوم كان في الدنيا مغبونا فصار في الآخرة غابنا . ويحتمل رابعا : لأنه اليوم الذي أخفاه الله عن خلقه ، والغبن الإخفاء ومنه الغبن في البيع لاستخفائه ، ولذلك قيل مغابن الجسد لما خفي منه .