قوله عز وجل: فإذا لقيتم الذين كفروا فيهم هنا قولان: [ ص: 293 ] أحدهما: أنهم عبدة الأوثان ، قاله . ابن عباس
الثاني: كل من خالف دين الإسلام من مشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمة. وفي قوله فضرب الرقاب وجهان:
أحدهما: ضرب أعناقهم صبرا عند القدرة عليهم.
الثاني: أنه قتلهم بالسلاح واليدين ، قاله . السدي حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق يعني بالإثخان الظفر ، وبشد الوثاق الأسر. فإما منا بعد وإما فداء في المن هنا قولان:
أحدهما: أنه العفو والإطلاق كما من رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمامة بن أثال بعد أسره.
الثاني: أنه العتق ، قاله فأما الفداء ففيه وجهان: مقاتل.
أحدهما: أنه ، كما فادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المفاداة على مال يؤخذ من أسير يطلق بدر كل أسير بأربعة آلاف درهم ، وفادى في بعض المواطن رجلا برجلين.
الثاني: أنه البيع ، قاله مقاتل. حتى تضع الحرب أوزارها فيه خمسة أوجه:
أحدها: أن أوزار الحرب أثقالها ، والوزر الثقل ومنه وزير الملك لأنه يتحمل عنه الأثقال ، وأثقالها السلاح.
الثاني: هو [وضع] سلاحهم بالهزيمة أو الموادعة ، قال الشاعر
وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا
الثالث: حتى تضع الحرب أوزار كفرهم بالإسلام ، قاله الفراء.الرابع: حتى يظهر الإسلام على الدين كله ، وهو قول [ ص: 294 ] الخامس: حتى ينزل الكلبي. عيسى ابن مريم ، قاله . ثم في هذه الآية قولان: مجاهد
أحدهما: أنها منسوخة بقوله فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون [الأنفال: 57] قاله . قتادة
الثاني: أنها ثابتة الحكم ، وأن بين أربعة أمور: أن يقتل لقوله تعالى الإمام مخير في من أسره منهم فضرب الرقاب ، أو يسترق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استرق ، أو يمن كما من على العقيلي ، أو يفادي بمال أو أسرى ، فإذا أسلموا أسقط القتل عنهم وكان في الثلاثة الباقية ، على خياره ، وهذا قول ثمامة الشافعي. ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم فيه وجهان:
أحدهما: بالملائكة ، قاله . الكلبي
الثاني: بغير قتال ، قاله الفراء.
قوله عز وجل: والذين قتلوا في سبيل الله قراءة أبي عمرو وحفص ، قال : هم قتلى قتادة أحد. وقرأ الباقون قاتلوا سيهديهم فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يحق لهم الهداية، قاله . الحسن
الثاني: يهديهم إلى محاجة منكر ونكير في القبر ، قاله زياد.
الثالث: يهديهم إلى طريق الجنة، قاله . ابن عيسى
قوله عز وجل: ويدخلهم الجنة عرفها لهم فيه أربعة تأويلات:
أحدها: عرفها بوصفها على ما يشوق إليها، حكاه . ابن عيسى
الثاني: عرفهم ما لهم فيها من الكرامة، قاله مقاتل.
الثالث: معنى عرفها أي طيبها بأنواع الملاذ ، مأخوذ من العرف وهي الرائحة الطيبة ، قاله بعض أهل اللغة.
الرابع: عرفهم مساكنهم فيها حتى لا يسألون عنها ، قاله . قال مجاهد : [ ص: 295 ] وصف الجنة لهم في الدنيا فلما دخلوها عرفوها بصفتها. الحسن
ويحتمل خامسا: أنه عرف أهل السماء أنها لهم إظهارا لكرامتهم فيها.
قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم فيه وجهان:
أحدهما: إن تنصروا دين الله ينصركم الله.
الثاني: إن تنصروا نبي الله ينصركم الله ، قاله قطرب. ويثبت أقدامكم يحتمل وجهين:
أحدهما: ويثبت أقدامكم في نصره.
الثاني: عند لقاء عدوه. ثم فيه وجهان:
أحدهما: يعني تثبيت الأقدام بالنصر.
الثاني: يريد تثبيت القلوب بالأمن.
قوله عز وجل: والذين كفروا فتعسا لهم فيه تسعة تأويلات:
أحدها: خزيا لهم ، قاله . السدي
الثاني: شقاء لهم ، قاله ابن زيد.
الثالث: شتما لهم من الله ، قاله . الحسن
الرابع: هلاكا لهم ، قاله ثعلب.
الخامس: خيبة لهم ، قاله ابن زياد.
السادس: قبحا لهم ، حكاه . النقاش
السابع: بعدائهم ، قاله . ابن جريج
الثامن: رغما لهم ، قاله . الضحاك
التاسع: أن التعس الانحطاط والعثار ، حكاه . ابن عيسى