قوله تعالى : فأقم وجهك فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : قصدك .
الثاني : دينك ، قاله . الضحاك
الثالث : عملك ، قاله . الكلبي
للدين حنيفا فيه ستة تأويلات :
أحدها : مسلما ، وهذا قول . الضحاك
والثاني : مخلصا ، وهذا قول . خصيف
الثالث : متبعا ، قاله . مجاهد
الرابع : مستقيما ، قاله . محمد بن كعب
الخامس : حاجا ، قاله . ابن عباس
السادس : مؤمنا بالرسل كلهم ، قاله . أبو قلابة
[ ص: 312 ] فطرت الله التي فطر الناس عليها فيها تأويلان :
أحدهما : صنعة الله التي خلق الناس عليها ، قاله . الطبري
الثاني : دين الله الذي فطر خلقه عليه ، قاله ابن عباس والضحاك يريد به الإسلام وقد روى والكلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عطاء (من فطرة إبراهيم السواك) ومن قول كعب بن مالك
إن تقتلونا فدين الله فطرتنا والقتل في الحق عند الله تفضيل
لا تبديل لخلق الله فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : لا تبديل لدين الله ، قاله مجاهد . وقتادة
الثاني : لا تغيير لخلق الله من البهائم أن يخصي فحولها ، قاله عمر بن الخطاب وابن عباس . وعكرمة
الثالث : لا تبديل خالق غير الله فيخلق كخلق الله ، لأنه خالق يخلق ، وغيره مخلوق لا يخلق ، وهو معنى قول ابن بحر .
ويحتمل رابعا ، لا يشقى من خلقه سعيدا ولا يسعد من خلقه شقيا .
ذلك الدين القيم فيه تأويلان :
أحدهما : ذلك الحساب البين ، قاله . مقاتل بن حيان
الثاني : ذلك القضاء المستقيم ، قاله . ابن عباس
ولكن أكثر الناس لا يعلمون أي لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقا معبودا وإلها قديما :
[ ص: 313 ] قوله : منيبين إليه فيه أربعة تأويلات :
أحدها : مقبلين إليه ، قاله يحيى بن سلام . والفراء
الثاني : داعين إليه ، قاله عبيد بن يعلى .
الثالث : مطيعين له ، قاله . عبد الرحمن بن زيد
الرابع : تائبين إليه من الذنوب ، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت:
فإن تابوا فإن بني سليم وقومهم هوازن قد أنابوا
وفي أصل الإنابة قولان :
أحدهما : أن أصله القطع ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عز وجل بالطاعة .
الثاني : أن أصله الرجوع مأخوذ من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه النوبة لأنها الرجوع إلى عادة .
قوله تعالى : من الذين فرقوا دينهم أي أوقعوا فيه الاختلاف حتى صاروا فرقا وقرئ ( فارقوا دينهم ) أي تركوه وقد قرأ بذلك رضي الله عنه وهي قراءة علي حمزة وفيهم أربعة أقاويل : والكسائي
أحدها : أنهم اليهود ، قاله . قتادة
الثاني : أنهم اليهود والنصارى ، قاله . معمر
الثالث : أنهم الخوارج من هذه الأمة ، وهذا قول ورواه أبي هريرة مرفوعا . أبو أمامة
الرابع : أنهم ، روته أصحاب الأهواء والبدع مرفوعا . عائشة
[ ص: 314 ] وكانوا شيعا فيه وجهان :
أحدهما : فرقا ، قاله . الكلبي
الثاني : أديانا ، قاله . مقاتل
ويحتمل ثالثا : أنهم أنصار الأنبياء وأتباعهم .
كل حزب أي فرقة .
بما لديهم فرحون أي بما عندهم من الضلالة .
فرحون فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : مسرورون ، قاله الجمهور .
الثاني : معجبون ، قاله . ابن زيد
الثالث : متمسكون ، قاله . مجاهد