[ ص: 270 ] قوله تعالى : فخسفنا به وبداره الأرض قال : لما شكا ابن عباس موسى إلى الله أمر قارون أمر الله الأرض أن تطيع موسى ، ولما أقبل قارون وشيعته قال موسى : يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم ، ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى أوساطهم ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم ، ثم قال : خذيهم فخسف الله بهم وبدار قارون وكنوزه .
روى يزيد الرقاشي أن قارون لما أخذته الأرض إلى عنقه أخذ موسى نعليه فخفق بهما وجهه فقال قارون : يا موسى ارحمني ، قال الله تعالى ( يا موسى ما أشد قلبك ، دعاك عبدي واسترحمك فلم ترحمه : وعزتي لو دعاني عبدي لأجبته ) روى أنه يخسف سمرة بن جندب بقارون وقومه في كل يوم بقدر قامة فلا يبلغ إلى الأرض السفلى إلى يوم القيامة .
قال : لما أمر مقاتل موسى الأرض فابتلعته قال بنو إسرائيل : إنما أهلكه ليرث ماله لأنه كان ابن عمه أخي أبيه فخسف الله بداره وبجميع أمواله بعد ثلاثة أيام .
قوله تعالى : وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله فيه ثمانية أوجه :
أحدها : معناه أولا يعلم أن الله؟ رواه عن معمر . قتادة
الثاني : أولا يرى؟ رواه سعيد عن . قتادة
الثالث : "ولكن الله" بلغة حمير ، قاله . الضحاك
الرابع : "وإن الله" والياء والكاف صلتان زائدتان ، حكاه . النقاش
الخامس : "وكأن الله" والياء وحدها صلة زائدة . وقال بهذا التأويل غير أنه جعل الياء للتنبيه . ابن عيسى
السادس : معناه ويك أن الله ففصل بين الكاف والألف وجعل ويك بمعنى ويح فأبدل الحاء كافا ومنه قول عنترة :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
السابع : ويلك إن الله فحذف اللام إيجازا ، حكاه ابن شجرة .
الثامن : وي منفصلة على طريق التعجب ثم استأنف فقال كأن الله ، قاله . الخليل
[ ص: 271 ] يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معنى يقدر أن يختار له ، قاله . ابن عباس
الثاني : ينظر له فإن كان الغنى خيرا له أغناه وإن كان الفقر خيرا له أفقره ، قاله . الحسن
الثالث : يضيق ، وهذا معنى قول . ابن زيد