فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم
قوله تعالى : الذي يراك حين تقوم فيه أربعة أوجه :
أحدها : حين تقوم في الصلاة ، قاله . ابن عباس
الثاني : حين تقوم من فراشك ومجلسك ، قاله . الضحاك
[ ص: 189 ] الثالث : يعني قائما وجالسا وعلى حالاتك كلها ، قاله . قتادة
الرابع : يعني حين تخلو ، قاله ، ويكون القيام عبارة عن الخلوة لوصوله إليها بالقيام عن ضدها . الحسن
قوله تعالى : وتقلبك في الساجدين فيه ستة تأويلات :
أحدها : من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا ، قاله . ابن عباس
الثاني : يرى تقلبك في صلاتك وركوعك وسجودك ، حكاه . ابن جرير
الثالث : أنك ترى تقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك ، قاله . مجاهد
الرابع : معناه وتصرفك في الناس ، قاله لتقلبه في أحواله وفي أفعاله . الحسن
الخامس : تقلب ذكرك وصفتك على ألسنة الأنبياء من قبلك .
السادس : أن معنى قوله الذي يراك حين تقوم إذا صليت منفردا وتقلبك في الساجدين إذا صليت في الجماعة ، قاله . قتادة
ويحتمل سابعا : الذي يراك حين تقوم لجهاد المشركين ، وتقلبك في الساجدين فيما تريد به المسلمين وتشرعه من أحكام الدين .