وقرأ أبو جعفر وابن محيصن «يلقوا» مضارع [ ص: 66 ] لقي وروى عن أبو بكر أنه قرأ «يخرجون» على البناء للمفعول من الإخراج عاصم سراعا أي مسرعين وهو حال من مرفوع يخرجون وهو جمع سريع كظريف وظراف كأنهم إلى نصب وهو ما نصب فعبد من دون الله عز وجل وعده غير واحد مفردا وأنشد قول الأعشى :
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه لعاقبة والله ربك فاعبدا
وقال بعضهم: هو جمع نصاب ككتاب وكتب وقال جمع نصب كرهن ورهن والأنصاب جمع الجمع . وقرأ الجمهور «نصب» بفتح النون وسكون الصاد وهو اسم مفرد فقيل الصنم المنصوب للعبادة أو العلم المنصوب على الطريق ليهتدي به السالك . الأخفش
وقال : هو شبكة يقع فيها الصيد فيسارع إليها صاحبها مخافة أن يتفلت الصيد . وقيل: ما ينصب علامة لنزول الملك وسيره . وقرأ أبو عمرو أبو عمران الحوفي «نصب» بفتح النون والصاد فعل بمعنى مفعول وقرأ ومجاهد الحسن «نصب» بضم النون وسكون الصاد على أنه تخفيف «نصب» بضمتين أو جمع نصب بفتحتين كولد وولد وقتادة يوفضون أي يسرعون وأصل الإيفاض كما قال أن يعدو من عليه الوفضة وهي الكنانة فتخشخش عليه ثم استعمل في الإسراع وقيل هو مطلق الانطلاق . الراغب
وروي عن والأكثرون على الأول والمراد أنهم يخرجون مسارعين إلى الداعي يسبق بعضهم بعضا . والإسراع في السير إلى المعبودات الباطلة كان عادة للمشركين وقد رأينا كثيرا من إخوانهم الذين يعبدون توابيت الأئمة ونحوهم رضي الله تعالى عنهم كذلك وكذا عادة من ضل الطريق أن يسرع إلى أعلامها وعادة الجند أن يسرعوا نحو منزل الملك . الضحاك