في أدنى الأرض أي أقربها.
والمراد بالأرض أرض الروم على أن (أل) نائبة مناب الضمير المضاف إليه، والأقربية بالنظر إلى أهل مكة ، لأن الكلام معهم، أو المراد بها أرض مكة ونواحيها، لأنها الأرض المعهودة عندهم، والأقربية بالنظر إلى الروم، أو المراد بالأرض أرض الروم لذكرهم، والأقربية بالنظر إلى عدوهم أعني فارس لحديث المغلوبية، وقد جاء من طرق عديدة أن الحرب وقع بين أذرعات وبصرى، وقال ابن عباس، : والسدي بالأردن وفلسطين، وقال : بالجزيرة يعني الجزيرة العمرية لا مجاهد جزيرة العرب، وجعل كل قول موافقا لوجه من الأوجه الثلاثة على الترتيب، وصحح ابن حجر القول الأول.
وقرأ «في أداني الأرض»، الكلبي وهم أي الروم من بعد غلبهم أي غلب فارس إياهم على أنه مصدر مضاف إلى مفعوله، أو إلى نائب فاعله إن كان مصدرا لمجهول، ورجحه بعضهم بموافقته للنظم الجليل.
وقرأ كرم الله تعالى وجهه، علي رضي الله تعالى عنهما، وابن عمر ومعاوية بن قرة «غلبهم» بسكون اللام، وعن أنه قرأ «غلابهم» على وزن كتاب، والكل مصادر غلب، والجار والمجرور متعلق بقوله تعالى: أبي عمرو سيغلبون وفي ذلك تأكيد لما يفهم من السين، ولكون مغلوبهم من كان غالبهم، وفي بناء الجملة على الضمير تقوية للحكم أي سيغلبون فارس البتة.