وقرأ (يمدونهم) بضم الياء وكسر الميم من الإمداد، والجمهور على فتح الياء وضم الميم. نافع:
قال أبو علي في الحجة بعد نقل ذكر ذلك: وعامة ما جاء في التنزيل مما يحمد ويستحب أمددت على أفعلت كقوله تعالى: أنما نمدهم به من مال وبنين وأمددناهم بفاكهة و أتمدونن بمال وما كان بخلافه على مددت قال تعالى: ويمدهم في طغيانهم يعمهون وهكذا يتكلمون بما يدل على أن الوجه فتح الياء كما ذهب إليه الأكثر، ووجه قراءة أنه مثل: نافع فبشرهم بعذاب أليم و فسنيسره للعسرى وقرأ الجحدري: (يمادونهم) من باب المفاعلة وهي هنا مجازية كأنهم كان الشياطين يعينونهم بالإغراء وتهوين المعاصي عليهم وهؤلاء يعينون الشياطين بالاتباع والامتثال ثم لا يقصرون أي: لا يمسكون ولا يكفون عن إغوائهم حتى يردوهم بالكلية فهو من أقصر إذا أقلع وأمسك كما في قوله:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا
وجوز أن يكون الضمير للإخوان وروي ذلك عن ابن عباس وإليه ذهب والسدي، أي: ثم لا يكف هؤلاء عن الغي ولا يقصرون كالمتقين، وجوز أيضا أن يراد بالإخوان الشياطين وضمير الجمع المضاف إليه أولا والمفعول ثانيا والفاعل ثالثا يعود إلى الجاهلين في قوله سبحانه وتعالى: الجبائي، وأعرض عن الجاهلين أي: وإخوان الجاهلين وهم الشياطين يمدون الجاهلين في الغي ثم لا يقصر الجاهلون عن ذلك، والخبر على هذا أيضا جار على ما هو له كما في بعض الأوجه السابقة، والأول أولى رعاية للمقابلة. وقرأ (يقصرون) بفتح الياء وضم الصاد من قصر وهو مجاز عن الإمساك أيضا. عيسى بن عمر: