( الثاني ) في ومحلها في البيت وإن جعلت على القبر فواسع غير أنه ليس من الأدب . محل التعزية
قال في المدخل : والأدب في التعزية على ما نقله علماؤنا أن تكون بعد رجوع ولي الميت بعد الدفن إلى بيته وهي جائزة قبل الدفن إن لم يحصل للميت بسببها تأخير عن مواراته فإن حصل ذلك منع وقال بعد ذلك أيضا وتجوز قبل الدفن وبعده انتهى .
ويشير بأول كلامه إلى قول ابن حبيب ونصه : على ما في النوادر قال ابن حبيب قال : كانوا يكرهون التعزية عند القبر قال النخعي ابن حبيب وذلك واسع في الدين ، وأما في الأدب ففي المنزل انتهى .
ونقله ابن عرفة عن النوادر بلفظ ابن حبيب والتعزية عند القبر واسع في الدين والأدب في المنزل ونقله في مختصر الواضحة والطراز والذخيرة وغيرهم وتقدم في كلام صاحب المدخل جوازها قبل الدفن وقاله في الطراز ونصه : بعد نقل كلام ابن حبيب المتقدم . وتجوز التعزية قبل الدفن وبعده وبه قال وغيره وقال الشافعي لا يعزى بعد الدفن ; لأن الدفن خاتمة أمره وما قلناه أصوب ; لأن عقيب الدفن يكثر الجزع ; لأنه وقت مفارقة شخصه والانصراف عنه انتهى . الثوري
وقال الفاكهاني في شرح الرسالة : ولم أر لأصحابنا تعيين وقت التعزية وقال : حين يموت إلى حين يدفن عقيب الدفن ، وقال الشافعي النووي : لا يعزى بعد الدفن ; لأن الدفن خاتمة أمره .
( قلت ) وما قاله النووي - رحمه الله - مخالف لظاهر الحديث أعني قوله عليه السلام { } فإنه عام غير مختص بوقت معين ومن جهة المعنى أنه عقيب وقت يكثر الجزع والهلع ; لأنه وقت مفارقة شخص الميت والرجوع عنه بالإياس منه فينبغي أن يستحب التعزية حينئذ لئلا يتسخط المصاب بقضاء الله تعالى فيأثم والله أعلم انتهى . : من عزى مصابا ; كان له مثل أجره
وكأن الفاكهاني لم يطلع على كلام ابن حبيب المتقدم والله أعلم