768 - مسألة : واجبة لقول الله تعالى : { والمتابعة في قضاء رمضان وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } فإن لم يفعل فيقضيها متفرقة وتجزئه لقول الله تعالى : { فعدة من أيام أخر } ولم يحد تعالى في ذلك وقتا يبطل القضاء بخروجه .
وهو قول ، أبي حنيفة ، ومالك ، والشافعي - نعني أنهم اتفقوا على جواز قضائها متفرقة . وأبي سليمان
واحتج من قال : بأنها لا تجزئ إلا متتابعة بأن في مصحف أبي " فعدة من أيام أخر متتابعات " . قال : روينا من طريق علي عن عبد الرزاق عن معمر الزهري قال عروة : قالت [ ص: 409 ] عائشة أم المؤمنين : نزلت { فعدة من أيام أخر } متتابعات " فسقطت " متتابعات " . قال : سقوطها مسقط لحكمها ، لأنه لا يسقط القرآن بعد نزوله إلا بإسقاط الله تعالى إياه قال الله تعالى : { أبو محمد إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
وقال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها }
وقال تعالى : { سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله }
فإن قيل : قد يسقط لفظ الآية ويبقى حكمها كما كان في آية الرجم . قلنا : لولا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ببقاء حكم الرجم لما جاز العمل به بعد إسقاط الآية النازلة به لأن ما رفع الله تعالى فلا يجوز لنا إبقاء لفظه ولا حكمه إلا بنص آخر .