ثم شرع في بيان وذكر الأول فقال ( كلست بزان أو ) صيغ القذف وهي قسمان تعريض وتصريح ووجه التعريض في ذلك أن لذة الوطء تحصل لجميع أجزاء البدن فإذا قال زنت عينك مثلا لزم منه التعريض بزنا الفرج ، ولذا لو قال زنت عينك لا فرجك أو قامت قرينة أنه أرسل ناظره فقط لم يحد ( أو ) قال له ( زنت عينك ) أو يدك أو رجلك فيحد ، فإن قال ذلك لامرأته لاعن وإلا حد ( أو ) قال لغيره في مشاتمة أنا أو أنت ( عفيف الفرج ) ، فإن لم يذكر لفظ الفرج أدب فقط كما يأتي ، فإن لم يكن في مشاتمة فلا شيء عليه ( أو ) قال لامرأة أجنبية زنيت ( مكرهة ) ; لأنه نفى نسبه ( أو ) قال ( لعربي ) حر مسلم ( ما أنت بحر ) ونحو ذلك حد ; لأنه قطع نسبه والمراد بالعربي من كان من أولاد قال لعربي ( يا رومي ) أو يا فارسي العرب ، وإن طرأت عليه العجمية بخلاف من قال لأعجمي يا عربي فلا حد عليه لأن القصد أنه عربي الخصال من الجود والشجاعة ( كأن نسبه لعمه ) فيحد لأنه قطع نسبه عن أبيه ما لم تقم قرينة على أنه قصد الشفقة والحنان أي كابنه في الشفقة ( بخلاف ) نسبه إلى ( جده ) لأن الجد يسمى أبا على أن شأن الجد لا يزني في حليلة ابنه أو ابنته ( وكأن ) بكسر الغين المعجمة أي فاسد النسب ( أو ) ( قال ) في حق نفسه ( أنا نغل ) ; لأنه قذف لأمه وكذا إذا قاله معرضا بغيره فللأم القيام ولو عفا هو لكن لا يكون ما ذكر من التعريض إلا إذا قاله لغيره وأما في حق نفسه فهو من التصريح وكذا لو خاطب به الغير بأن قال له يا نغل أو يا ولد الزنا . قال أنا ( ولد زنا )