أبي بن خلف عدو الله ، وهو مقنع في الحديد ، يقول : لا نجوت إن نجا محمد ، وكان حلف بمكة أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستقبله ، فقتل مصعب بن عمير مصعب ، وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة ، فطعنه بحربته ، فوقع عن فرسه ، فاحتمله أصحابه ، وهو يخور خوار الثور ، فقالوا : ما أجزعك ؟ إنما هو خدش ، فذكر لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بل أنا أقتله إن شاء الله تعالى ) ، فمات برابغ . وأقبل
قال : ( إني لأسير ببطن ابن عمر رابغ بعد هوي من الليل ، إذا نار تأجج لي فيممتها ، وإذا رجل يخرج منها في سلسلة يجتذبها يصيح العطش ، وإذا رجل يقول : لا تسقه هذا قتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا أبي بن خلف ) .
وقال : سمعت رجلا من نافع بن جبير المهاجرين يقول : شهدت أحدا ، فنظرت إلى النبل يأتي من كل ناحية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطها ، كل ذلك يصرف عنه ، ولقد رأيت عبد الله بن شهاب الزهري ، يقول يومئذ : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ما معه أحد ، ثم جاوزه ، فعاتبه في ذلك صفوان ، فقال : والله ما رأيته ، أحلف بالله ، إنه منا ممنوع ، فخرجنا أربعة ، فتعاهدنا ، وتعاقدنا على قتله ، فلم نخلص إلى ذلك .